يواصل المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة ضغوطه لثني إسرائيل عن شن هجوم واسع النطاق في رفح حيث يوجد ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني محاصرين على الحدود مع مصر.
وبعد أكثر من 4 أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتركز العمليات العسكرية في جنوب القطاع المحاصر والمدمر، تحديدا في مدينة خان يونس، وكذلك في رفح.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بسقوط 112 شهيدا ليلة الجمعة في مختلف أنحاء قطاع غزة.
اتصال بين بايدن ونتنياهو
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس من شن إسرائيل عملية في مدينة رفح من دون وجود خطة لحفظ سلامة المدنيين.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن “كرر موقفه من أن أي عملية عسكرية يجب ألا تتم من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيين في رفح”.
وأكد بايدن أيضا خلال المحادثة الهاتفية التزامه العمل بلا كلل لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين في أقرب وقت ممكن.
وتقول إسرائيل إن 130 ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، من أصل نحو 250 محتجزا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأعلن نتنياهو عن “تحرك قوي” في رفح لتوجيه “ضربة قاضية لحماس”، لكنه قال إن جيشه سيسمح للمدنيين “بمغادرة مناطق القتال” من دون أن يحدد الوجهة.
وبحسب الأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحولت مخيما ضخما، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يُقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.
وقالت الأمم المتحدة إن “أكثر من نصف سكان غزة يتكدسون في أقل من 20% من مساحة قطاع غزة”.
وتُعد رفح أيضا نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات من مصر التي تسيطر عليها إسرائيل، رغم أن المساعدات التي تدخل عبر هذا المنفذ لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من حاجات السكان المهددين بمجاعة وأوبئة.
وفي السياق أيضا، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لنتنياهو الخميس إن التفاوض على هدنة إنسانية في قطاع غزة هو “أولوية فورية”، وفقا لداونينغ ستريت.
وتحدث سوناك هاتفيا مع نتنياهو بعد الظهر و”أكد مجددا أن الأولوية الفورية يجب أن تكون التفاوض على هدنة إنسانية للسماح بالإفراج الآمن عن المحتجزين وتسهيل تسليم مزيد من المساعدات إلى غزة، بما يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم على المدى الطويل”، حسبما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني.
مستشفى ناصر
ويوم أمس، أكد الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته الخاصة دخلت مجمع ناصر الطبي، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع. ويستقبل المستشفى آلاف المدنيين الفارين من الحرب الذين بدأ إجلاؤهم تحت القصف في الأيام الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ “عملية دقيقة ومحدودة” في المستشفى، بعد حصوله على “معلومات استخبارية تشير إلى وجود محتجزين في المستشفى وأنه قد تكون هناك جثث لبعضهم.
ويثير التوغل الإسرائيلي الجديد واقتحام مستشفى ناصر مخاوف جديدة حيال مصير مئات المرضى وأفراد الأطقم الطبية وكثير من النازحين الذين لجؤوا إليه هربا من الحرب.
الدولة الفلسطينية
وبعد محادثته الهاتفية مع بايدن، رفض نتنياهو مساء الخميس أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية خارج إطار استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وكتب نتنياهو بالعبرية على منصة إكس “ستُواصل إسرائيل معارضة الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية. إن اعترافا كهذا، في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، سيُقدم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق ويمنع أي اتفاق سلام مستقبلي”.
وأضاف “إسرائيل ترفض قطعا الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين”، مشددا على أن اتفاق السلام لا يمكن أن ينتج سوى عن “مفاوضات مباشرة بلا شروط مسبقة”.
وكان وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان اليمينيان المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش رفضا أيضا الخميس خطة في هذا الإطار تحدثت عنها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية، تعمل مع حلفاء عرب على خطة كاملة لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، تشمل وقف القتال وإطلاق المحتجزين ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين وعرب أن تنفيذ تلك الخطة سيبدأ بوقف لإطلاق النار “يُتوقع أن يستمر 6 أسابيع على الأقل” على أمل التوصل إلى اتفاق قبل العاشر من مارس/آذار، موعد بدء شهر رمضان.
غير أن هذه الخطة ووجِهت باستنكار الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين اللذين اعتبرا أن “دولة فلسطينية ستشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل”.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة مفتوحة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 28 ألفا 663 غالبيتهم نساء وأطفال، كما أجبرت جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة على النزوح.