نفت الولايات المتحدة وإيران -أمس الخميس- تقريرا صحفيا أفاد بأنهما تقتربان من التوصل لما وصف باتفاق نووي مؤقت تقلص بموجبه طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها. وكان موقع “ميدل إيست آي” نقل عن مصدرين لم يكشف عن هويتيهما قولهما إن إيران والولايات المتحدة “توصلتا إلى توافق على اتفاق مؤقت” لإحالته إلى قادة البلدين.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “التقرير غير صحيح ومضلل”. وأضاف “أي تقارير عن اتفاق مؤقت كاذبة”.
كما شككت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أيضا بالتقرير قائلة “تعليقنا مماثل لتعليق البيت الأبيض”.
ويبحث مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن طرق لتقييد برنامج طهران النووي منذ انهيار المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وكل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وكان هذا الاتفاق -الذي استهدف منع إيران من تطوير سلاح نووي- يقتضي من طهران قبول قيود على برنامجها النووي ومزيد من عمليات التفتيش المكثفة من الأمم المتحدة مقابل إنهاء عقوبات المنظمة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأحد الحلول الممكنة هو التوصل إلى اتفاق مؤقت تقبل إيران بموجبه قيودا أقل على برنامجها النووي مقابل تخفيف أكثر تواضعا للعقوبات مقارنة باتفاق 2015.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن مصدرين لم يكشف عن هويتيهما قولهما إن إيران والولايات المتحدة “توصلتا إلى توافق على اتفاق مؤقت” لإحالته إلى قادة البلدين.
وقال هذا التقرير إن إيران ستلتزم بوقف تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60% أو أكثر، وستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مقابل السماح لها بتصدير ما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا والحصول على “دخلها وأموال أخرى مجمدة في الخارج”.
وقد تراجعت أسعار النفط أكثر من 3 دولارات للبرميل عقب تقرير “ميدل إيست آي” ثم قلصت خسائرها بعد نفي البيت الأبيض.
وقال الموقع إن المحادثات قادها المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في تراجع فيما يبدو لرفض طهران التعامل مباشرة مع المسؤولين الأميركيين.
وقد رفض متحدث باسم الخارجية الأميركية التعليق على أي محادثات من هذا القبيل، واكتفى بالقول إن هناك وسائل لنقل رسائل إلى إيران، لكنه لم يذكر بالتفصيل محتواها أو كيفية نقلها.
وقال مسؤولان إيرانيان -لوكالة رويترز- إنه تم إحراز تقدم لكن لا يوجد اتفاق وشيك. وذكر ثالث أن مالي وإيرواني التقيا 3 مرات على الأقل، الأسابيع الماضية، لكنه لم يذكر تفاصيل.
في المقابل، قال مسؤول إيراني كبير “حدث بعض التقدم وتبادلنا مقترحات ورسائل مع الأميركيين.. لكن ما زال هناك تفاصيل كثيرة يتعين علينا مناقشتها”.
وقد انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من اتفاق 2015 الذي وضع حدا أقصى لإيران في تخصيب اليورانيوم عند 3.67%. وأعاد ترامب فرض عقوبات لعرقلة صادرات النفط الإيرانية.
وجمعت طهران منذ ذلك الحين مخزونا من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60%، ووجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية آثارا لتخصيب بلغ 83.7% أي بالقرب من درجة 90% التي من الممكن استخدامها في إنتاج قنابل.