قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -خلال زيارة لكييف، الجمعة- إن بلاده لا ترى بديلا لاتفاقية تصدير الحبوب التي أبرمتها أوكرانيا وروسيا برعاية الأمم المتحدة ووساطة أنقرة، مما يعني رفضا لأي خيارات بديلة تنظر فيها الولايات المتحدة.
وصرح فيدان للصحفيين قائلا “نعلم أنه يجري النظر في طرق بديلة (لنقل شحنات الحبوب) لكننا لا نرى بديلا للمبادرة الأولى لأن هذه الطرق تنطوي على مخاطر”.
وأكد وزير الخارجية التركي أن إحياء هذه المبادرة -المعروفة باتفاقية البحر الأسود- أولوية لبلاده وأن الرئيس رجب طيب أردوغان يبذل جهودا منتظمة في هذا الشأن.
وسمح الاتفاق بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وأُبرم بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو/تموز 2022 للمساعدة في تخفيف أزمة غذاء عالمية.
وقد انسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي، مشيرة إلى عدم تنفيذ البنود المتعلقة بتصديرها للحبوب والأسمدة بموجب الاتفاق.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن كييف تعمل على تهيئة مسارات بديلة، لكن اتفاقية البحر الأسود هي الحل الأمثل، حسب وصفه.
وأضاف كوليبا “سنكون قادرين على توسيع نطاق نقل الحبوب بشكل كبير عبر الممرات البرية لكن حصار البحر الأسود يجب أن ينتهي”.
اتهامات أوكرانية لروسيا
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد أشاد بالاجتماع “المهم” الذي عقده مع وزير الخارجية التركي. وقال عبر قناته في تليغرام “تحدثنا عن الوضع الذي أحدثته هجمات روسيا الدنيئة على صادرات الحبوب في منطقة البحر الأسود”.
واتهم زيلينسكي موسكو بشن هجمات “محسوبة” تهدف إلى “إثارة أزمات في مناطق مختلفة من العالم” مضيفا أنه يريد “استعادة الأمن خطوة تلو خطوة” بمساعدة تركيا.
والأسابيع الأخيرة، نفذت روسيا سلسلة ضربات على البنية التحتية الأوكرانية في أوديسا والموانئ على نهر الدانوب.
من جانبها، تبحث أوكرانيا عن شركاء لتعزيز صادراتها، بما في ذلك عبر البحر الأسود، وقد تحدت موسكو مؤخرا باستقبالها سفينة شحن ترفع علم هونغ كونغ ولم تتعرض لهجوم روسي رغم تهديدات الأخيرة.
كما نفذت كييف هجمات عدة على سفن روسية في البحر الأسود، من بينها ناقلة نفط، وهددت السفن المتجهة إلى الموانئ الروسية والأوكرانية الواقعة تحت سيطرة موسكو.
من جهة أخرى، قال الكرملين -الجمعة- إن من المتوقع أن يقوم الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة تركيا قريبا استجابة لدعوة من نظيره رجب أردوغان.
وردا على سؤال بشأن الزيارة المزمعة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “عادة ما نعلن بشكل متزامن عن مثل هذه الزيارات مع الدول الشريكة. وسنعلن قريبا عن الموعد والمكان. يجري الإعداد للاجتماع والتجهيز له بعناية شديدة”.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أن وزير الخارجية التركي سيزور البلاد، لكنها لم تذكر تفاصيل.