3/10/2023–|آخر تحديث: 3/10/202310:45 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أعرب وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي عن استعداد قطر للتوسط بين روسيا وأوكرانيا من أجل التوصل إلى حل سياسي يوقف دوامة الحرب المندلعة.
وقال الخليفي في مقابلة مع مجلة “نيوزويك” الأميركية “إذا طُلب منا التوسط في الصراع الأوكراني فسنكون بالطبع مستعدين للعمل من أجل تسهيل الحوار وتحقيق السلام في أوروبا”.
وتابع “في الواقع، قطر تدعم كل أشكال الحوارات البناءة والمفاوضات التي يمكنها أن تقود إلى إنهاء الصراعات”، مشددا على أن “هذا هو الموقف القطري منذ البداية وهي تُواصل الدعوة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في أوكرانيا”.
وفيما يخص العلاقات بين الدوحة وواشنطن، أوضح الخليفي أن قطر تعتبر شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة، وأن العلاقات بين البلدين “أقوى من أي وقت مضى”.
وبخصوص العلاقة مع إيران، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية إن بلاده تحافظ على علاقات بنّاءة مع إيران، وأن ذلك يرجع جزئيا إلى كونها دولة جارة، إضافة إلى وجود حقل غاز مشترك بين البلدين.
أجواء إيجابية
أما عن الاتفاق الأخير بين أميركا وإيران على تبادل السجناء وإلغاء تجميد الأموال الإيرانية، بوساطة قطرية، فقد قال الخليفي إنه كان نتيجة أكثر من عامين من الدبلوماسية التي بدأت بناء على طلب من الجانبين.
وفي السياق ذاته، أعرب الخليفي عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى تمهيد المناقشات لتشمل قضايا أوسع، بينها الملف النووي.
وأوضح أن تبادل الأسرى كان خطوة إلى الأمام، في حين لا تزال هناك الكثير من التحديات التي يتعين التغلب عليها، قائلا إن الاتفاق أوضح أن الحوار بين طهران وواشنطن أمر ممكن لحل الخلافات.
كما قال الخليفي إن خطر التصعيد بين واشنطن وطهران حاليا بات أقل، وإن الأجواء أصبحت إيجابية في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الدوحة سهلت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لعدة سنوات، وهي مستعدة للعب دور نشط إذا طُلب منها ذلك.
التطبيع ليس حلا
وفي الموضوع الأفغاني، قال الخليفي إن “قطر لا تفكر حاليا بالاعتراف بحكومة تصريف الأعمال الأفغانية”، وهذا ما انتهجته بقية دول العالم، موضحا أن الدوحة تركز حاليا على “تنسيق الجهود العالمية لإيجاد طريق عملي للمضي قدما”.
وقال الخليفي إن الابتعاد عن حركة طالبان -التي تقود حكومة تصريف الأعمال الأفغانية حاليا- يضر أكثر مما ينفع، وقد يخلق فراغا في البلاد يفاقم الأزمة الإنسانية، وهذا قد يكون له عواقب طويلة المدى على المنطقة.
وتابع قائلا “ركزنا منذ تولي الحكومة المؤقتة السلطة في أفغانستان على تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني وضمان احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات، والحوار بشأن أفغانستان في الوقت الحالي أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
كما اعتبر أن “الهدف النهائي هو التوصل إلى حل سياسي في أفغانستان يضمن الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان”.
وفي الشأن الفلسطيني، أشار الخليفي إلى أن بعض الدول قد تختار التطبيع مع إسرائيل، لكن بالنسبة لقطر فهي لا ترى ذلك وسيلة واقعية لحل الصراع الأساسي، لأن أي حل يجب أن يكون بموافقة الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مبادرة السلام العربية الداعية إلى حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية إن “التطبيع لن يفضي إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون تغيير في سلوك إسرائيل وقيام عملية سلام واضحة”.