وصل وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إلى كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من 6 سنوات، وقبل أسبوع من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شكك سابقا في تحالفات بلاده الأمنية في آسيا.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترات تاريخية وسياسية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية الإقليمية المتمثلة في التهديدات الكورية الشمالية والنفوذ الصيني المتزايد.
وهذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية ياباني إلى كوريا الجنوبية منذ أكثر من 6 سنوات، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”.
والتقى إيوايا نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول، في العاصمة سول، حيث ناقش الوزيران التطورات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، بما في ذلك العلاقات العسكرية المتنامية بين بيونغ يانغ وموسكو.
وأعرب الوزيران عن “قلقهما الشديد” إزاء هذه التطورات، خاصة في ظل اختبار كوريا الشمالية الأخير لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت الأسبوع الماضي.
بدوره، أكد تشو أهمية استمرار التنسيق الوثيق بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية.
وقال إن العلاقات الثنائية بين سول وطوكيو ستستمر في التطور “تحت أي ظرف من الظروف”، مع التأكيد على أن الدبلوماسية ستظل “ثابتة وغير متزعزعة”.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، سيلتقي إيوايا أيضا بالرئيس الكوري الجنوبي المؤقت تشوي سانغ موك، في محاولة لتعزيز العلاقات الثنائية وإعادة التأكيد على أهمية التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تعاني فيه كوريا الجنوبية من أزمة سياسية داخلية بعد محاولة الرئيس المخلوع يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، مما أدى إلى عزله واتهامه بـ”التمرد”.
وتدرس المحكمة الدستورية حاليا قرار عزل يون، مع إمكانية إجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما إذا تم تأييد العزل.
وأعرب رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عن “مخاوف استثنائية وجدية” إزاء الوضع السياسي في كوريا الجنوبية، لكنه أكد أهمية الحفاظ على الاستقرار في العلاقات الثنائية.
التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة
وركزت المحادثات أيضا على تعزيز التعاون الأمني الثلاثي بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، خاصة في ظل التغيرات السياسية المتوقعة مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة مرة ثانية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وقد شكك ترامب سابقا في التحالفات الأمنية الأميركية في آسيا، مما أثار مخاوف حلفاء واشنطن في المنطقة.
وفي السنوات الأخيرة، عززت الدول الثلاث تعاونها الأمني، بما في ذلك تبادل المعلومات حول إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية. وأكد تشو أن هذا التعاون سيستمر لمواجهة التهديدات الإقليمية، بما في ذلك التحركات العسكرية الصينية والروسية.
ومن المقرر أن يتوجه إيشيبا إلى الفلبين -غدا الثلاثاء- لتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع مانيلا، في إطار جهود طوكيو لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في منطقة بحر جنوب الصين.