7/9/2023–|آخر تحديث: 7/9/202302:50 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تسارعت الآونة الأخيرة وتيرة الاتصالات بين روسيا وكوريا الشمالية، وسط حديث أميركي عن صفقة سلاح “ضخمة” بين هاتين الدولتين مقابل نفي من موسكو وبيونغ يانغ.
وقبل أسابيع، التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في العاصمة بيونغ يانغ، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي سلمه رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وخلال وجوده في بيونغ يانغ، زار شويغو معرضا للأسلحة، حيث استعرض كيم أمامه “أسلحة ومعدات من نوع جديد” وفق وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشمالية.
وقبل يومين، نقلت “نيويورك تايمز” أن رئيس كوريا الشمالية يعتزم لقاء نظيره الروسي، في سبتمبر/أيلول الجاري، لبحث إمكانية توريد أسلحة لموسكو.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن كيم سيسافر من بيونغ يانغ على متن قطار مصفح إلى فلاديفوستوك، حيث سيجتمع مع بوتين.
ووفق مصادر “نيويورك تايمز” فإن الزعيمين سيكونان في حرم جامعة الشرق الأقصى الفدرالية في فلاديفوستوك لحضور المنتدى الاقتصادي الشرقي المقرر عقده الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقبل ذلك، أعلن البيت الأبيض الأميركي أن موسكو وبيونغ يانغ تبادلتا رسائل بشأن رفع مبيعات الأسلحة بين الطرفين، محذرا أن أي مبيعات تعد “مخالفة” للعقوبات الأممية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات صحفية “معلومات استخباراتية تشير إلى أن وزير الدفاع الروسي ناشد بيونغ يانغ خلال زيارته (في يوليو/تموز الماضي) تزويد بلاده بذخيرة مدفعية”.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال البيت الأبيض إن مجموعة “فاغنر” الروسية تلقت شحنة أسلحة من كوريا الشمالية، حسبما ذكر في مارس/آذار الماضي أن روسيا “تسعى إلى بدء تبادل طعام مقابل أسلحة مع بيونغ يانغ”.
نوعية الأسلحة
تنفي كل من روسيا وكوريا الشمالية وجود أي اتفاق على صفقة سلاح بين البلدين، ولكن واشنطن تؤكد سعي موسكو لذلك، بل وذهبت أكثر من ذلك حين قالت إنها “حددت” هوية الوسيط بين روسيا وكوريا الشمالية.
وبشأن نوعية الأسلحة التي تريدها روسيا من كوريا الشمالية، تشير التصريحات والتسريبات الأميركية إلى أن موسكو ترغب في شراء الذخيرة والقذائف المدفعية والصاروخية بالدرجة الأولى.
ونسبت “نيويورك تايمز” -أواخر العام الماضي- إلى معلومات استخباراتية أن روسيا ستشتري ذخائر مدفعية من بيونغ يانغ.
وأوضحت الصحيفة أن شراء روسيا ملايين قذائف المدفعية والصواريخ من بيونغ يانغ -وفق معلومات استخباراتية أميركية رفعت عنها السرية- يشير إلى أن العقوبات العالمية قد قيدت بشدة سلاسل التوريد وأجبرت موسكو على اللجوء إلى الدول “المنبوذة” للحصول على الإمدادات العسكرية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن تلك الأسلحة ربما شملت صواريخ قصيرة المدى، كما أن روسيا ربما تحاول شراء معدات كورية شمالية إضافية في المستقبل، وفقا للمصدر نفسه.
بيد أن “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن المعلومات -التي كشفت عنها واشنطن- لم تتطرق إلى نوع تلك الأسلحة بشكل دقيق ولا حجمها، كما أنه لا توجد طريقة للتحقق بشكل مستقل من تلك المعلومات.
الغذاء مقابل السلاح
أواخر مارس/آذار الماضي، عادت واشنطن للحديث مرة أخرى عن صفقة جديدة تسعى موسكو لإبرامها مع بيونغ يانغ لشراء أسلحة إضافية مقابل الغذاء لدعم حربها في أوكرانيا.
وقال كيربي إن الحرب المستمرة منذ عام أجبرت روسيا على التحول إلى “أنظمة مارقة” لمحاولة الحصول على أسلحة ومعدات لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وأعرب عن قلق بلاده من احتمال تقديم كوريا الشمالية مزيدا من الدعم للعمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، قائلا “لدينا معلومات جديدة تشير إلى أن روسيا تسعى بنشاط للحصول على ذخيرة إضافية من بيونغ يانغ”.
ومن خلال الصفقة المحتملة، ستحصل روسيا -بحسب واشنطن- على أكثر من 20 نوعًا من الأسلحة والذخيرة من كوريا الشمالية.
تهديد أميركي لبيونغ يانغ
ومع استمرار النفي الروسي والكوري الشمالي لأي صفقة سلاح بينهما، حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان -قبل يومين- من أن بيونغ يانغ ستواجه عواقب، وستدفع ثمن ذلك على صعيد المجتمع الدولي إذا زودت روسيا بالأسلحة في حربها ضد أوكرانيا.
وأقر سوليفان بأنه ليس بوسعه تحديد أي أسلحة يمكن أن تسلم، وقال “هذه تبقى مسألة مفتوحة حول نوع المعدات التي يمكن أن تسلم ونوعيتها” مشددا على أن ذلك يشير إلى الكثير من الأمور بشأن روسيا التي بات يتعين عليها الاتجاه لدولة مثل كوريا الشمالية لتعزيز قدراتها الدفاعية.
ومن جانبه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن قلقه إزاء التقدم السريع في هذه المفاوضات بشأن شحنات الأسلحة المستقبلية من بيونغ يانغ إلى موسكو، ودعا السلطات الكورية الشمالية إلى “وضع حد” لهذه المناقشات.
وكشف كيربي أن “هذه الصفقات المحتملة ستؤدي إلى حصول روسيا على كميات كبيرة” من الأسلحة، خصوصا ذخيرة للمدفعية، بالإضافة إلى مواد خام لصناعات الدفاع.
سلوفاكي وسيط في الصفقة
وفي السياق ذاته، قالت واشنطن إنها فرضت عقوبات على مواطن سلوفاكي يدعى آشوت مكريتشيف لمحاولته ترتيب صفقة أسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، لمساعدة الأخيرة على تعويض المعدات العسكرية التي فقدتها بحربها مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها فرضت عقوبات على مكريتشيف “لمحاولته القيام، بشكل مباشر أو غير مباشر، باستيراد أو تصدير أو إعادة تصدير أسلحة أو مواد متعلقة بها إلى أو في أو من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”.
وأضافت أن مكريتشيف عمل بين أواخر 2022 وأوائل 2023 مع مسؤولين كوريين شماليين للحصول على أكثر من 20 نوعا من الأسلحة والذخيرة لموسكو، مقابل مواد تتعدد ما بين طائرات تجارية ومواد خام وسلع أولية لإرسالها إلى كوريا الشمالية.
وفي أغسطس/آب الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على 3 كيانات مرتبطة بالمواطن السلوفاكي ومتهمة بمحاولة تسهيل عمليات بيع الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا.