7/9/2024–|آخر تحديث: 7/9/202412:13 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن رجل الدعاية الروسي سيرغي كيريينكو كان يسعى منذ وصوله إلى الكرملين، لإقناع الشعب الروسي بألا يرى إلا ما يريد الرئيس فلاديمير بوتين أن يراه، وهو الآن -حسب المدعين الأميركيين- يحاول أن يفعل الشيء نفسه للأميركيين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم آن إم سيمونز وتوماس غروف- أن وزارة العدل الأميركية تتهم كيريينكو بأنه المشرف على نحو 30 نطاقا على الإنترنت تستخدمها الحكومة الروسية لنشر معلومات كاذبة، وقال مسؤولون أميركيون إن النطاقات بدت وكأنها مواقع إخبارية أميركية، ولكنها كانت مليئة بالدعاية الروسية التي تهدف إلى تآكل الدعم الدولي لأوكرانيا، والتلاعب بالناخبين الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية.
وقد كُلف كيريينكو، وهو تكنوقراطي مخضرم وأحد أكثر من يثق بهم بوتين من مساعديه، بكل شيء -حسب الصحيفة- من تنظيم الانتخابات إلى قيادة جهود الدعاية لحرب أوكرانيا لمصلحة الكرملين، والإشراف على الأراضي الروسية المحتلة هناك.
تكنوقراطي بالمعنى الأسوأ
وقال ألكسندر غابوييف، مدير مركز كارنيغي-روسيا أوراسيا في برلين، “إنه (كيريينكو) تكنوقراطي مثالي بالمعنى الأسوأ”، وإن مزاعم الولايات المتحدة مؤشر على صعود نجمه، وأضاف “إذا كانت هناك أوامر لقتل حرية التعبير، فسوف يفعل ذلك بأكثر الطرق فعالية ممكنة”.
تم تعيين كيريينكو رئيسا للوزراء في عهد الرئيس بوريس يلتسين عام 1998 في سن 35 عاما، وهو أصغر من تولى المنصب على الإطلاق في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، مما أكسبه لقب “مفاجأة كيندر”.
وكان الهدف من تعيين كيريينكو هو أن يبث حياة جديدة في الاقتصاد الروسي المتعثر، وأن يعزز جهود يلتسين لإصلاح النظام السوفياتي، ولكنه جاء في وقت لم تعد فيه موسكو قادرة على سداد ديونها الخارجية، وتم فصله بعد 5 أشهر من توليه المنصب.
ومع ذلك، رأى بوتين في كيريينكو تلميذا قادرا ومخلصا -كما يقول مراقبو الكرملين- وعندما أصبح رئيسا عام 2000، عينه مبعوثا له إلى منطقة الفولغا التي تستضيف المركز النووي الفدرالي الروسي، وبعد 5 سنوات اختاره لرئاسة شركة الطاقة الذرية الروسية الحكومية، روساتوم.
كبح جماح الإنترنت
دخل كيريينكو الإدارة الرئاسية بعد سنوات من الاحتجاجات الجماهيرية التي بدأت عام 2011، حيث سعت موسكو إلى فرض سيطرة أكبر على الحريات الشخصية، وكان الكرملين قد اقتنع بأن منصات مثل فيسبوك وتويتر ليست إلا أذرعا للحكومة الأميركية تحاول خلق الثورة في الخارج، وتم تكليف كيريينكو بكبح جماح الكلام عبر الإنترنت.
ومع توليه المسؤولية، سعى كيريينكو -حسب الصحيفة- إلى فرض قيود على الرسائل عبر الإنترنت بنفس الطريقة التي سيطرت بها روسيا على وسائل الإعلام التقليدية، وتم تمرير سلسلة من القوانين التي زادت الغرامات على المنشورات المناهضة للحكومة.
وكان مكتب كيريينكو مسؤولا عن مراقبة شركات التكنولوجيا الروسية مثل “في كي” النسخة الروسية من فيسبوك، بالإضافة إلى مراقبة استعداد هذه الشركات للاستجابة لمطالب المسؤولين، وكان كيريينكو يتصل بالشركات بشكل مباشر، حسب شخص عمل في شركة تكنولوجية روسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على كيريينكو عام 2022 لدوره في تأسيس الحكم الروسي في الأراضي الأوكرانية التي احتلتها موسكو بشكل غير قانوني، ولكن نجم كيريينكو السياسي واصل الصعود، لدرجة أن بعض مراقبي الكرملين اعتبروه خليفة محتملا لبوتين.