كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) الأميركية أن جيفري إبستين -الذي اتهم بجرائم جنسية هزت العالم ومات في السجن- سبق وأن هدد بشكل غير مباشر المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” (Microsoft) بيل غيتس بكشف علاقته مع شابة روسية تدعى ميلا أنتونوفا في حال رفض “التعاون” معه في “مشروع خيري”.
وبحسب الصحيفة، فإن إبستين كان يسعى لإنشاء صندوق خيري بإشراف أحد البنوك، وبمساهمة عدد من المليارديرات، والتقى غيتس عدة مرات واعترف مؤسس مايكروسوفت بها، مؤكدا أنها كانت لقاءات تناقش مشاريع خيرية ليس إلا.
وقالت وول ستريت جورنال إن وثائق أظهرت أن إبستين اقترح أن يساهم كل عضو بـ 100 مليون دولار في ذلك الصندوق، وكان حريصا على ضم غيتس، محاولا إقناع البنك بأنه من المقربين من الملياردير الشهير مؤسس مايكروسوفت.
وأوضحت أن من بين الأهداف الرئيسية لإبستين من المشروع كان إعادة تلميع سمعته بعد أن تلطخت بفضائحه الجنسية، حيث أدين عام 2006 بجرائم جنسية ضد فتيات قاصرات، واعترف بتلك الاتهامات عام 2008، وقضى عقوبة بالسجن في فلوريدا.
وقد اعتقل ثانية عام 2019 إثر توجيه عدة نساء اتهامات له بارتكاب جرائم جنسية في حقهن واستغلالهن في الدعارة عندما كن قاصرات، مع شخصيات عالمية بارزة، وتوفي لاحقا في السجن، فيما وصف بأنه “انتحار”.
بيل وأنتونوفا
وذكرت الصحيفة أن بيل غيتس كان قد التقى ميلا أنتونوفا عام 2010 عندما كانت في العشرينيات من عمرها، بينما التقى بها إبستين لاحقا عام 2013، وساعدها على دراسة برمجة الحاسوب، وقضت فترة بمنزل في ملكيته بنيويورك، وقالت إنها عندما سألته لماذا يفعل ذلك لأجلها أجابها بأنه يرغب في المساعدة دون مقابل ليس إلا.
ونقلت وول ستريت جورنال عن أنتونوفا قولها إنها لم تكن تعلم شيئا عن طبيعة عمل إبستين، موضحة أنها كانت تعتقد أنه مجرد رجل أعمال ناجح، التقت به عبر صديق لها لأنها كانت وقتها تبحث عن ممول لمشروعها الخاص حول “تعليم البريدج” (لعبة ورق) عبر الإنترنت، قدرت تكلفته بنحو 500 ألف دولار.
كما صرحت بأنها التقت بيل غيتس خلال منافسة في لعبة “البريدج”، التي لطالما صرح غيتس أنها إحدى هواياته المفضلة التي تعلمها من والديه.
لكن المثير -تؤكد وول ستريت جورنال- أن جيفري إبستين تواصل عام 2017 مع بيل غيتس وحدثه بشأن ميلا أنتونوفا -بعد سنوات من انتهاء علاقتهما- وطالبه بتعويضه عن تكاليف مدرسة البرمجة التي كان قد دفعها لأجل الفتاة الروسية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مطلعين على الملف قولهم إن المبلغ لم يكن مهما بالنسبة للرجلين معا، لكن لهجة الرسالة توضح أن إبستين كان على علم بعلاقة بيل وأنتونوفا، وكان يمكن أن يفضحها.
وقد أكدت المتحدثة باسم غيتس أنه لم يدفع المبلغ.
ولم ير الصندوق الخيري الذي كان إبستين يسعى لإنشائه النور أبدا، في حين نفى مقربون من غيتس وجود أي علاقة مالية بينه وبين إبستين.