على مدى الأيام الماضية، شكّل التضامن الشعبي للمغاربة مع المتضررين من الزلزال أمرا لافتا، حيث تفاعل المواطنون مع المبادرات الشخصية والمدنية التي أطلقها أفراد ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال شراء كميات من المواد الغذائية والتموينية، وإرسالها إلى منكوبي الزلزال في المناطق النائية.
وبعد الكارثة الإنسانية التي شهدها المغرب، وضع أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب نداء على حسابه الشخصي لمساعدة الضحايا وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، فكانت النتيجة هبة شعبية واستجابة فورية من أعداد كبيرة من المواطنين، الذين توجهوا إلى أحد مراكز التسوق التجارية للتبرع بما استطاعوا به لضحايا الزلزال.
وفي ظرف وجيز ملأت الشاحنات والسيارات بالمساعدات قبل إرسالها إلى القرى والدواوير التي يعيش أهلها ظروفا إنسانية صعبة، وتمت هذه العملية بكل تلقائية وحماسة وتنسيق وتعاون بين المتبرعين.
أما عن المواد التي تُبرّع بها، فكانت الأولوية للاحتياجات الأساسية، التي شملت الأكل والشراب والأغطية والدواء، كما تكررت الحملات نفسها في كثير من المدن المغربية، من شمال المملكة إلى جنوبها.
على صعيد آخر، يضاف كل ما سبق من مبادرات إلى المشاركة الواسعة التي عبر عنها المغاربة استجابة لمناشدات السلطات للتبرع بالدم ، فمنذ الصباح الموالي للكارثة وحتى الآن، لا تزال الأمواج البشرية تصطف في طوابير طويلة انتظارا لدورها لتأدية ما تراه واجبا تجاه الوطن وأبنائه.
وشكلت هذه الأزمة الإنسانية فرصة لإظهار شتى أنواع التضامن والتكافل، التي وإن لم تحل المشكلة بشكل نهائي، فهي تخفف من هول ما حدث بعد هذه الكارثة المفجعة، وفك العزلة عن هؤلاء الضحايا الذين أفقدهم الزلزال أقاربهم وكل ممتلكاتهم.