استشهد 19 فلسطينيا على الأقل في اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين على قطاع غزة، منهم 13 في شمال القطاع، حيث توغلت دبابات الاحتلال لتقطع السبل أمام نحو 100 ألف فلسطيني هناك، بالتزامن مع مواصلته العدوان على مستشفيات شمال غزة .
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 19 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية وقصف إسرائيلي اليوم، منهم 13 في شمال القطاع الساحلي المدمر.
وفي إحصاء محدث لعدد ضحايا العدوان الإسرائيلي، قالت الوزارة اليوم إن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسببت في استشهاد أكثر من 43 ألفا و20 فلسطينيا وإصابة 101 ألف و110 مع تدمير معظم القطاع المكتظ بالسكان.
من جهته، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن نحو 100 ألف شخص تقطعت بهم السبل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وباتوا بلا إمدادات طبية أو غذائية، مضيفا أن عملياته توقفت بسبب تجدد الهجوم الإسرائيلي منذ 3 أسابيع على شمال غزة.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “العمليات تهدف للقضاء على مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يعيدون تنظيم صفوفهم”.
وأضاف جيش الاحتلال -في بيان له اليوم- أن جنوده “اعتقلوا نحو 100 من المشتبه بانتمائهم لحماس خلال مداهمة لمستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا، منهم عشرات حاولوا الفرار من المستشفى عند دخول القوات. وتم العثور على وسائل قتالية وأموال مخصصة لتمويل الأنشطة الإرهابية ووثائق استخباراتية”.
لكن حماس ومسعفين نفوا صحة المزاعم الإسرائيلية بوجود أي مسلحين في المستشفى.
نفاد الأدوية والوقود
في غضون ذلك، قالت المستشفيات الثلاثة في شمال غزة، التي رفض المسؤولون فيها تنفيذ أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلائها، إنها أصبحت “غير عاملة تقريبا”. وقد تضرر ما لا يقل عن اثنين منها جراء القصف الإسرائيلي، فضلا عن نفاد مخزون الأدوية والطعام والوقود.
وذكرت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين إن طبيب أطفال واحدا فقط بقي في مستشفى كمال عدوان الذي يبلغ عدد العاملين الطبيين فيه حوالي 70، وذلك بعد أن “اعتقلتهم إسرائيل ورحلتهم”.
وفي الأسبوع الماضي، لاقى ما لا يقل عن طبيب وممرض وطفلين مريضين حتفهم في هذه المستشفيات بسبب نقص العلاج.
حصار النازحين
وقال سكان بشمال قطاع غزة إن القوات الإسرائيلية تحاصر المدارس وغيرها من الأماكن التي تؤوي الأسر النازحة وتأمرهم بمغادرتها، ثم تعتقل الرجال، وتُخرج النساء والأطفال من المنطقة باتجاه مدينة غزة إلى الجنوب.
ولم يتوجه سوى عدد قليل من العائلات إلى جنوب غزة، إذ فضلت الأغلبية النزوح مؤقتا إلى مدينة غزة خوفا من عدم تمكنهم من الرجوع إلى منازلهم مجددا. وقال البعض إنهم يفضلون الموت على النزوح.
وقال أحد سكان جباليا “بينما العالم مشغول في قصة لبنان والكلام الفاضي عن هدنة لأيام قليلة، الاحتلال الإسرائيلي قاعد بيمسح شمال غزة وبيهجر ناسها”. وأضاف “لكن لا نتنياهو ولا آيلاند راح يقدروا يطلعونا من شمال غزة”.
وكان غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيسي للمقترح الذي نوقش كثيرا، والذي أطلق عليه “خطة الجنرالات”، الذي يتضمن إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة لتجويع مقاتلي حماس الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم.
وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر اتهامات فلسطينية بأن الجيش تبنى خطة آيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة حماس في الشمال، لكن الفلسطينيين يرون أنها تستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب.
وشمال غزة هي أول منطقة من القطاع تتعرض لعملية برية إسرائيلية، بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع قصف مكثف دمر إلى حد كبير بلدات مثل بيت حانون وبيت لاهيا.