استشهد ما لا يقل عن 200 فلسطيني بقصف إسرائيلي استهدف -الليلة الماضية واليوم الاثنين- مجمع الشفاء الطبي وأحياء في مدينة غزة وجباليا ومخيم النصيرات، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال حصارها لمستشفى العودة واعتقلت مديره.
وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش للجزيرة إن أكثر من مئة شهيد سقطوا في جباليا لوحدها شمالي القطاع جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المنطقة. وأضاف أن القصف خلف 20 جريحا فضلا عن مئة شخص آخرين ما زالوا تحت الأنقاض.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 26 من النازحين في قصف جيش الاحتلال مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وقال إن المجمع الطبي الأكبر في القطاع استهدف 3 مرات هذا الصباح، ويتعرض لإطلاق نار متواصل.
وأشار إلى أن قوات إسرائيلية تحاصر تجمعا لمدارس تؤوي عددا كبيرا من النازحين في حي الرمال بمدينة غزة أيضا.
وكان المراسل قد أفاد باستشهاد 54 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق الصبرة وحي الشيخ رضوان والرمال في مدينة غزة.
كما أفاد باستشهاد 25 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي استهدف منازل في مخيم النصيرات وسط القطاع.
مستشفى العودة
في سياق متصل، استنكرت جمعية العودة الصحية والمجتمعية، اعتقال قوات الاحتلال لـ21 موظفا من الطواقم الطبية العاملة في مستشفى العودة شمال قطاع غزة، وذلك بعد 12 يومًا من حصار المستشفى.
وأفاد بيان للجمعية أن الاحتلال أفرج عن المعتقلين، بعد 3 ساعات، في حين ما يزال الدكتور أحمد مهنا، مدير المستشفى، رهن الاعتقال.
كما استنكرت الجمعية اعتقال موظفيها وترهيبهم وتخويفهم. وطالب البيان الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن مدير المستشفى، كما دعا إلى توفير الحماية اللازمة للطواقم الطبية داخل مستشفى العودة والمرضى المحاصرين دون غذاء ولا ماء ولا كهرباء.
ومنذ بدء حربها على غزة عمدت إسرائيل على استهداف المستشفيات والمؤسسات الطبية وقصفها واقتحامها وتدمير مرافقها مما أسفر عن مئات الشهداء بين المرضى والجرحى والنازحين الذين التجؤوا لتلك المستشفيات للفرار من القصف الإسرائيلي على منازلهم.
وفيات بين أسرى غزة
في سياق متصل، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن عددا من الأسرى الذين اعتقلوا داخل غزة توفوا بمعسكر اعتقال بالنقب ونقلت عن الجيش قوله إنه سيحقق في الأمر.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يحتجز مئات الأسرى الذين اعتقلهم من غزة في معسكر للجيش بالنقب قرب بئر السبع، ولفتت إلى أن الجيش يبقي الأسرى معظم الوقت معصوبي الأعين ومكبلي اليدين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين اليوم إن لديها شهادات عن عمليات تعذيب “مروعة” ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في حق معتقلي غزة.
والأسبوع الماضي، دعت مؤسسات حقوقية بينها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، إلى إنهاء “الإخفاء القسري” لمئات الأسرى الذين اعتقلهم جيش الاحتلال من قطاع غزة ومن بينهم نساء وأطفال.
وكشف عدد من أهالي غزة، الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من غزة في وقت سابق قبل أن تفرج عنهم، عما تعرضوا له من انتهاكات وعن ظروف اعتقالهم داخل إحدى المدارس التابعة لوكالة الأونروا التي لجؤوا إليها هربا من القصف.
يأتي ذلك فيما يستمر العدوان الإسرائيلي على القطاع لليوم الـ73 حيث خلف قرابة 19 ألف شهيد والجرحى أكثر من 51 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار هائل بالمباني السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.