قالت وزارة الصحة في القطاع يوم الاثنين إن الدبابات الإسرائيلية تمركزت حول مجمع مستشفيات في شمال غزة حيث قتل 12 فلسطينيا وأصيب العشرات مع احتدام القتال وسط مؤشرات على وقف وشيك للأعمال القتالية.
ولم يصدر تأكيد فوري من الجيش الإسرائيلي للتقارير الواردة من المستشفى الإندونيسي، لكن وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قالت إن المستشفى تعرض لقصف مدفعي.
مثل العديد من المرافق الصحية الأخرى في غزة المحاصرة، توقف المستشفى الإندونيسي، الذي أنشئ في عام 2016 بتمويل من المنظمات الإندونيسية، عن العمل. لكن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة قال إن هناك نحو 700 شخص، بينهم فرق طبية وجرحى، داخل المنشأة.
وفي الطرف الآخر من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال مسؤولون صحيون إن 14 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين على منازل في بلدة رفح القريبة من الحدود مع مصر.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا يتضمن شريط فيديو يظهر غارات جوية والقوات تتنقل من منزل إلى منزل، قائلا إنه قتل ثلاثة من قادة سرايا حماس ومجموعة من المقاتلين الفلسطينيين، دون تحديد مواقع محددة.
وعلى الرغم من استمرار القتال بين نشطاء حماس والقوات الإسرائيلية التي تشن هجوما، قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني يقترب.
وذكر بيان للهيئة العامة للمعابر والحدود بغزة أن بعض المساعدات دخلت عبر معبر رفح التجاري مع مصر، حيث من المتوقع أن تصل في وقت لاحق 40 شاحنة تحتوي على معدات للمستشفى الميداني الإماراتي.
وتم احتجاز حوالي 240 رهينة خلال الهجوم المميت عبر الحدود الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما دفع إسرائيل إلى غزو الأراضي الفلسطينية الصغيرة للقضاء على الحركة الإسلامية بعد عدة حروب غير حاسمة منذ عام 2007.
وقتل نحو 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، في هجوم حماس، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الممتد 75 عاما.
ومنذ ذلك الحين، قالت الحكومة التي تديرها حماس في غزة إن ما لا يقل عن 13 ألف فلسطيني قتلوا، من بينهم 5500 طفل على الأقل، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والغارات الجوية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الدبابات والقوات الإسرائيلية اقتحمت غزة أواخر الشهر الماضي وسيطرت منذ ذلك الحين على مناطق واسعة في الشمال والشمال الغربي والشرقي حول مدينة غزة.
لكن حماس وشهود محليين يقولون إن النشطاء يشنون حرب عصابات في جيوب في الشمال المكتظ بالسكان، بما في ذلك أجزاء من مدينة غزة ومخيمي جباليا والشاطئ للاجئين المترامي الأطراف.
وقال الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حركة حماس، إن مقاتليه هاجموا سبع مركبات عسكرية إسرائيلية خلال اشتباكات في المناطق الشمالية من بيت حانون وبيت لاهيا والصفطاوي وغرب جباليا.
وفي بكين، انضم الوزراء العرب والمسلمون إلى النداءات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، بينما زار وفدهم عواصم عالمية كبرى للضغط من أجل إنهاء الأعمال العدائية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المنكوبين.
قالت إسرائيل إن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر، ووصفت الحادث بأنه “عمل إرهابي إيراني” له عواقب على الأمن البحري الدولي.
وتطلق قوات الحوثيين صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة على إسرائيل تضامنا مع حماس.
نأمل في الصفقة
وحتى مع استمرار القتال على الأرض في غزة، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتزوغ، في مقابلة مع برنامج “هذا الأسبوع” على شبكة ABC، إن إسرائيل تأمل في أن تتمكن حماس من إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن “في الأيام المقبلة”.
وفي يوم الأحد، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة إن العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق أصبحت الآن “بسيطة للغاية”، مع بقاء القضايا “العملية واللوجستية” بشكل أساسي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن المفاوضات “المعقدة والحساسة للغاية” تحرز تقدما.
وتزامنت هذه الهجمات مع استعداد إسرائيل لتوسيع هجومها ضد حماس ليشمل النصف الجنوبي من غزة، وهو ما يشير إليه تزايد الضربات الجوية على أهداف تعتبرها إسرائيل أوكارا للمسلحين.
لكن الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لاسرائيل حذرتها يوم الاحد من مغبة الشروع في عمليات قتالية في الجنوب حتى يأخذ المخططون العسكريون في الاعتبار سلامة المدنيين الفلسطينيين.
ظل سكان غزة المصابون بصدمات نفسية يتنقلون منذ بداية الحرب، فيلجأون إلى المستشفيات أو يتنقلون من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات، يعودون مرة أخرى، في جهود يائسة للبقاء بعيدا عن خط النار.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن عدد القتلى المدنيين في غزة “مذهل وغير مقبول”، ودعا مرة أخرى يوم الأحد إلى هدنة إنسانية فورية.
وأفاد شهود عيان بنوبات من القتال العنيف بين مسلحي حماس والقوات الإسرائيلية التي حاولت التقدم إلى جباليا التي يسكنها 100 ألف شخص، والتي تعتبر، بحسب إسرائيل، معقلاً كبيراً للنشطاء.
ويقول مسعفون فلسطينيون إن القصف الإسرائيلي المتكرر لجباليا، وهي امتداد حضري لمدينة غزة نشأ من مخيم للاجئين الفلسطينيين منذ الحرب الإسرائيلية العربية عام 1948، أدى إلى مقتل عشرات المدنيين.
عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، حث الجيش الإسرائيلي يوم الأحد سكان العديد من أحياء جباليا على إخلاء الجنوب “حفاظا على سلامتهم”، وقال تحقيقا لهذه الغاية إنه سيوقف العمل العسكري من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 2 بعد الظهر.
وقالت وزارة الصحة في جباليا إنه بعد انتهاء “الهدنة”، قُتل 11 فلسطينيا في غارة جوية إسرائيلية على منزل.
ويقول الفلسطينيون إن القصف الإسرائيلي المتكرر لجنوب غزة يجعل الوعود الإسرائيلية بالسلامة سخيفة.
وقتل 64 جنديا إسرائيليا في الصراع، بحسب آخر إحصاء للجيش.