كتب السيناتور بيرني ساندرز (ديمقراطي من ولاية فيرمونت) مقالًا في صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع بعنوان “العدالة للفلسطينيين والأمن لإسرائيل”.
أفكاره قديمة ومتعبة مثل السيناتور ساندرز نفسه، ومن المرجح أن تنجح مثل محاولاته السابقة للرئاسة.
ويعترف السيناتور ساندرز قائلا: “ليس لدي كل الإجابات”. والواقع أنه ليس لديه أي شيء. مجرد الخطوط العريضة المتكلسة للدولة الفلسطينية الإرهابية التي يتم تشحيمها بالمزيد من التمويل الأمريكي، بعضها مأخوذ من الأموال المقدمة تاريخيا إلى إسرائيل.
يبدأ السيناتور ساندرز بالتعتيم على الحقائق البارزة.
فهو يعترف بقتل حماس لنحو 1200 من الإسرائيليين الأبرياء، ولكنه يتجاهل أي ذكر للاغتصاب والتعذيب والتشويه الذي تعرض له هؤلاء وغيرهم من الإسرائيليين الفقراء ـ وهي حقيقة مزعجة بلا أدنى شك في ضمان قدرة الفلسطينيين على العيش في سلام.
كما أنه لم يذكر أن وحشية حماس ضد المدنيين الإسرائيليين جعلتها الآن، بأغلبية ساحقة، المنظمة السياسية الأكثر شعبية بين الشعب الفلسطيني.
كما أنه يقبل كحقيقة عدد القتلى الذي نسبته “وزارة الصحة في غزة” التي تسيطر عليها حماس، ويعزو زوراً تلك الوفيات إلى “القصف العشوائي” الذي يقوم به جيش الدفاع الإسرائيلي.
لا يسعني إلا أن أتذكر محادثة غير سارة أجريتها مع السيناتور ساندرز في عام 2016 حول هذا الموضوع.
وبعد أن اشتكى بمرارة من قيام الجنود الإسرائيليين بمهاجمة مواقع غير عسكرية (بعد تحذير المدنيين بالمغادرة)، سألته إذا كان يستطيع تحديد أي وسائل أقل فتكاً تستخدمها إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس الذين يختبئون خلف المدنيين.
لم يكن يستطيع حينها، ولا يستطيع الآن.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بشأن رؤيته هو استراتيجية السيناتور ساندرز المتمثلة في الإفراط في تمويل الفلسطينيين وتقليل تمويل إسرائيل.
وبعبارة أخرى، خذ أموال الضرائب الأمريكية وامنح المزيد للمنظمات الفاسدة التي تضطهد شعوبها، وادفع حوافز للإرهابيين لقتل اليهود وتثقيف الشباب على كراهية الإسرائيليين.
ثم أعط أقل لواحد من أهم حلفاء أمريكا والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وهو بالكاد يخفي حقيقة أن هذه “الاستراتيجية” مصممة لكبح جماح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحتقره ساندرز بوضوح والذي يشير إليه تحت عنوان “اتهام الفساد”.
إن تدخله في الشؤون الداخلية لإسرائيل أمر غير مناسب بقدر ما تسأل إسرائيل عن سبب امتلاك ساندرز لثلاثة منازل براتب حكومي.
سيقرر الشعب الإسرائيلي ما إذا كان يرغب في اختيار قيادة جديدة بعد الحرب. ويتعين على أميركا أن تحترم عمليتهم الديمقراطية وأن تساعدهم في هزيمة التهديد الوجودي الذي يشكله النازيون في العصر الحديث.
إن وقوف سيناتور أمريكي إلى جانب العدو المعلن لأمريكا وإسرائيل لا يليق بموقفه النبيل.
شغل ديفيد إم فريدمان منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل من عام 2017 إلى عام 2021. وهو مؤسس مركز فريدمان للسلام من خلال القوة.