قال الجانبان اليوم الجمعة إن الهند والصين بدأتا تنفيذ اتفاق لإنهاء المواجهة العسكرية على حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا، في أكبر ذوبان الجليد بين العملاقين الآسيويين منذ الاشتباكات الدامية بين جيشيهما قبل أربع سنوات.
وقال مصدر حكومي هندي إن القوات التي كانت متقاربة في نقطتين على الحدود في منطقة لاداخ الهندية في غرب الهيمالايا بدأت في الانسحاب، مما يبشر بنهاية المواجهة.
الهند تتهم الصين بانتهاك الاتفاقيات الحدودية
وقال مسؤول كبير بالجيش الهندي إن العملية بدأت يوم الأربعاء ومن المتوقع أن تنتهي بحلول نهاية الشهر.
وتوصلت الجارتان المسلحتان نوويا إلى اتفاق في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن تسيير دوريات على الحدود، مما مهد الطريق بعد ذلك لأول محادثات رسمية منذ خمس سنوات بين الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء ناريندرا مودي على هامش قمة البريكس في روسيا.
وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “بموجب الحل المتفق عليه مؤخرا بين الهند والصين… جيوشهما في الخطوط الأمامية تنفذ الأعمال ذات الصلة، مع تقدم سلس حتى الآن”.
وفي نيودلهي قال مسؤول حكومي مطلع على التفاصيل إن القوات من الجانبين بدأت الانسحاب من منطقتي ديبسانج وديمشوك، وهي آخر النقاط المتبقية التي وقفت فيها القوات وجهاً لوجه.
وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام حول هذه القضية.
وقال مسؤول الجيش الهندي إن القوات العائدة ستقوم أيضًا بإزالة الهياكل مثل الأكواخ والخيام وستستعيد المركبات التي أحضرتها إلى المواقع التي كانت موجودة قبل بدء الصراع في أبريل 2020.
وأضاف المسؤول أن القوتين يمكنهما بعد ذلك استئناف الدوريات على طول الحدود كما فعلوا قبل المواجهة.
ولم ترد وزارة الخارجية الهندية على الفور على طلب رويترز للتعليق.
تيسير الأعمال الحذر
ولم يعلن أي من الجانبين عن تفاصيل الاتفاقية الجديدة، والتي من المتوقع أن تساعد في تحسين العلاقات السياسية والتجارية التي تضررت بسبب اشتباك عسكري مميت في عام 2020، عندما قُتل 20 جنديًا هنديًا وأربعة جنود صينيين في اشتباكات في وادي جالوان.
وكان الجانبان قد سحبا في وقت سابق قواتهما من خمس نقاط مواجهة أخرى، لكن آخر انسحاب من هذا القبيل حدث قبل أكثر من عامين.
واتفق شي ومودي يوم الأربعاء على تعزيز التواصل والتعاون في محاولة للمساعدة في حل الصراع.
لكن مسؤولين في الهند قالوا إن نيودلهي ستظل حذرة ومستعدة لاتخاذ خطوات صغيرة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع بكين، بالنظر إلى نقص الثقة في السنوات الأربع الماضية.
فقد قطعت الهند الروابط الجوية المباشرة مع الصين، وحظرت المئات من تطبيقات الهاتف المحمول الصينية، وأضافت طبقات من التدقيق على الاستثمارات الصينية، مما أدى فعلياً إلى منع جميع المقترحات الرئيسية من أمثال BYD وGreat Wall Motors.
وقال مصدران بالحكومة الهندية إن الهند ستفكر الآن في فتح الأجواء وتسريع الموافقات على التأشيرات لاستكمال تخفيف التوترات الأخير، لكن نيودلهي ليست مستعدة بعد للتراجع عن جميع الخطوات التي اتخذتها ضد بكين في أي وقت قريب.
وقد خاض العملاقان الآسيويان الحرب عام 1962 بسبب حدودهما غير المرسومة، الأمر الذي كان مصدر إزعاج دائم في العلاقات.