بدت فرص استئناف المحادثات الرسمية لإصلاح الانقسام العرقي المستمر منذ عقود في قبرص، ضعيفة اليوم الأربعاء، حيث قال زعيم القبارصة الأتراك الانفصاليين لمبعوث الأمم المتحدة إنه لا يرى أرضية مشتركة مع القبارصة اليونانيين للعودة إلى المفاوضات.
قال زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار إنه أبلغ المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، ماريا أنجيلا هولغوين كوييار، أن المحادثات لا يمكن أن تتم ما لم تحصل السيادة القبرصية التركية المنفصلة في الثلث الشمالي من الجزيرة أولاً على نفس الاعتراف الدولي الذي حصلت عليه جمهورية قبرص في الجزء الشمالي من الجزيرة. القبرصية اليونانية في الجنوب.
الرئيس القبرصي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ضد تدفق اللاجئين السوريين من لبنان
ونقلت وسائل الإعلام القبرصية التركية عن تتار قوله إن الوجود العسكري التركي الدائم إلى جانب حقوق التدخل العسكري شرطان أساسيان لأي اتفاق سلام، على الرغم من محاولات القبارصة اليونانيين “لإخراج تركيا” من معادلة التسوية.
كما أعرب تتار عن انزعاجه من اتصالات هولغوين مع مجموعات المجتمع المدني التي تدعم اتفاقًا من شأنه إعادة توحيد قبرص كاتحاد فيدرالي يتكون من مناطق القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، بما يتماشى مع إطار عمل أقرته الأمم المتحدة.
ويرفض أغلبية القبارصة اليونانيين اتفاقا من شأنه إضفاء الطابع الرسمي على التقسيم من خلال اتفاق الدولتين، والتمركز الدائم للقوات التركية في الجزيرة، وحق تركيا في التدخل عسكريا، فضلا عن مطالبة القبارصة الأتراك باستخدام حق النقض على جميع الأراضي الفيدرالية. قرارات حكومية على المستوى
ولا تختلف تصريحات زعيم القبارصة الأتراك عن الخط الذي حافظ عليه باستمرار منذ وصوله إلى السلطة في عام 2022. لكن حقيقة أنه لا يزال متشدداً على الرغم من أربعة أشهر من الدبلوماسية المكوكية التي قام بها هولغوين، لا تبشر بالخير لاستئناف المحادثات.
وتم تعيين هولغوين في بداية العام لتحديد فرص استئناف المحادثات الرسمية بعد سبع سنوات من انهيار آخر دفعة كبيرة للتوصل إلى اتفاق وسط قدر كبير من الحدة.
وقد تحدى الاتفاق العديد من جولات المحادثات التي يسرتها الأمم المتحدة منذ عام 1974 عندما تم تقسيم الجزيرة على أسس عرقية بعد الغزو التركي الذي سبقه انقلاب يهدف إلى توحيد الجزيرة مع اليونان. تركيا فقط هي التي تعترف بإعلان استقلال القبارصة الأتراك، ورغم أن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الجنوب وحده يتمتع بمزايا العضوية الكاملة.
وامتنعت هولغوين عن الحديث مطولاً عن اتصالاتها خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنها أشارت في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني إلى أن الأمر متروك للزعماء “للاستماع إلى الشعب” وأنها فوجئت برفض تتار لها. اقتراح لعقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.
وستعد هولغوين “قريبا” تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول النتائج التي توصلت إليها خلال الأشهر الخمسة الماضية، وفقا لنائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق.
وأبدى خريستودوليدس نبرة أكثر تفاؤلاً يوم الأربعاء، قائلاً إن الجهود الرامية إلى استئناف المحادثات مستمرة ويجب منح الوقت حتى تنجح الدبلوماسية.