زار رئيس وزراء أرمينيا موسكو وأجرى محادثات الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط تصاعد التوترات بين الحليفين المنفصلين.
واستضاف بوتين نيكول باشينيان لإجراء محادثات عقب قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهو تحالف اقتصادي تهيمن عليه موسكو. أنهما حضرا في وقت سابق من اليوم. وجاءت المفاوضات بعد يوم من بدء بوتين فترة ولايته الخامسة في حفل تنصيب مبهر في الكرملين.
رئيس وزراء أرمينيا يحث على اتفاقية حدودية سريعة لتجنب الصراع مع أذربيجان
وفي تصريحات مقتضبة في بداية المحادثات، قال بوتين إن التجارة الثنائية آخذة في النمو، لكنه أقر “ببعض القضايا المتعلقة بالأمن في المنطقة”.
وقال باشينيان، الذي زار موسكو آخر مرة في ديسمبر/كانون الأول، إن “بعض القضايا تراكمت منذ ذلك الحين”.
وتوترت علاقات أرمينيا مع راعيتها وحليفتها روسيا منذ فترة طويلة بشكل متزايد بعد أن شنت أذربيجان حملة عسكرية خاطفة في سبتمبر لاستعادة منطقة كاراباخ، منهية بذلك ثلاثة عقود من حكم الانفصاليين العرقيين الأرمن هناك.
واتهمت السلطات الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية التي تم نشرها في ناغورنو كاراباخ بعد الجولة السابقة من الأعمال العدائية في عام 2020 بالفشل في وقف الهجوم الأذربيجاني. ورفضت موسكو، التي لديها قاعدة عسكرية في أرمينيا، هذه الاتهامات، بحجة أن قواتها ليس لديها تفويض للتدخل.
وبدوره، أعرب الكرملين عن غضبه من جهود باشينيان لتعميق العلاقات مع الغرب وإبعاد بلاده عن التحالفات الأمنية والاقتصادية التي تهيمن عليها موسكو.
وبينما كان باشينيان يزور موسكو يوم الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أن البلاد ستتوقف عن دفع الرسوم لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي معاهدة أمنية تهيمن عليها روسيا. وعلقت أرمينيا في السابق مشاركتها في التجمع حيث سعى باشينيان إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
كما شعرت روسيا بالانزعاج إزاء قرار أرمينيا الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمت بوتين العام الماضي بارتكاب جرائم حرب مزعومة مرتبطة بالعمل الروسي في أوكرانيا.
وقد أعربت موسكو المنشغلة بالصراع الأوكراني الذي دخل عامه الثالث علنا عن قلقها بشأن تحول يريفان نحو الغرب لكنها سعت إلى التقليل من أهمية الخلافات.
واعترف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، بوجود “مشاكل معينة في علاقاتنا الثنائية”، لكنه أضاف أن “هناك إرادة سياسية لمواصلة الحوار”.