- أطلقت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الأحد، حملة لتطعيم 640 ألف طفل فلسطيني ضد شلل الأطفال، بعد ظهور أول حالة إصابة بالمرض في غزة منذ 25 عاما.
- لقد تم تدمير جزء كبير من نظام الرعاية الصحية والطرق في غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس. وينتشر سكان غزة في مختلف أنحاء القطاع في جيوب معزولة، مما يشكل تحدياً لجهود التطعيم.
- وقالت منظمة الصحة العالمية إنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل لتطبيق فترات توقف في القتال للسماح باستمرار حملة التطعيم.
وتطلق وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها حملة تبدأ يوم الأحد لتطعيم 640 ألف طفل فلسطيني في غزة ضد شلل الأطفال، وهو جهد طموح وسط حرب مدمرة دمرت نظام الرعاية الصحية في القطاع.
وتأتي هذه الحملة بعد الإعلان عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا، وهي لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، مصاب الآن بالشلل في ساقه. وتقول منظمة الصحة العالمية إن وجود حالة شلل يشير إلى احتمال وجود مئات آخرين مصابين بالعدوى ولكن لا تظهر عليهم أعراض المرض.
لا يعاني معظم المصابين بشلل الأطفال من أعراض، وعادة ما يتعافى من تظهر عليه الأعراض في غضون أسبوع أو نحو ذلك. ولكن لا يوجد علاج لشلل الأطفال، وعندما يتسبب شلل الأطفال في حدوث الشلل فإنه عادة ما يكون دائمًا. وإذا أثر الشلل على عضلات التنفس، فقد يكون المرض مميتًا.
وزير الدفاع يقول إن إسرائيل يجب أن “توسع أهداف” الحرب لإعادة السكان إلى الشمال
ولن تكون جهود التطعيم سهلة: فقد دمرت الطرق في غزة إلى حد كبير، وتضررت مستشفياتها بشدة، وتفرق سكانها في جيوب معزولة.
قالت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس إنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن فترات توقف محدودة في القتال للسماح بحملة التطعيم. ومع ذلك، فإن مثل هذه الحملة واسعة النطاق ستشكل صعوبات كبيرة في منطقة مغطاة بالأنقاض، حيث نزح 90٪ من الفلسطينيين.
كم من الوقت سوف يستغرق؟
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية الدكتور ريك بيبركورن، إن حملة التطعيم التي تستمر ثلاثة أيام في وسط غزة ستبدأ يوم الأحد، خلال “هدنة إنسانية” تستمر من الساعة السادسة صباحاً حتى الثالثة عصراً، ويمكن إضافة يوم آخر إذا لزم الأمر.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من دير البلح وسط غزة، أنه بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، سيتم نقل الجهود بعد ذلك إلى جنوب غزة وشمال غزة خلال فترات توقف مماثلة.
من سيتلقى اللقاح؟
وتستهدف حملة التطعيم 640 ألف طفل تحت سن العاشرة، بحسب منظمة الصحة العالمية. وسيتلقى كل طفل قطرتين من لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم في جولتين، على أن يتم إعطاء الجرعة الثانية بعد أربعة أسابيع من الأولى.
أين أماكن التطعيم؟
وتمتد مواقع التطعيم في غزة، سواء داخل أو خارج مناطق الإخلاء الإسرائيلية، من رفح في الجنوب إلى أقصى الشمال من القطاع.
وقالت وزارة الصحة في رام الله يوم الجمعة إنه سيكون هناك أكثر من 400 موقع تطعيم “ثابت” – معظمها في خان يونس، حيث الكثافة السكانية هي الأعلى وهناك 239300 طفل تحت سن 10 سنوات. تشمل المواقع الثابتة مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات والعيادات والمستشفيات الميدانية.
وفي أماكن أخرى من الإقليم، سيكون هناك أيضًا حوالي 230 موقعًا “للتوعية” – نقاط تجمع مجتمعية ليست مراكز طبية تقليدية – حيث سيتم توزيع اللقاحات.
أين اللقاحات الآن؟
وقد تم نقل نحو 1.3 مليون جرعة من اللقاح عبر معبر كرم أبو سالم، وهي الآن محفوظة في “مخازن التبريد” في مستودع بدير البلح. وهذا يعني أن المستودع قادر على الحفاظ على درجة الحرارة الصحيحة حتى لا تفقد اللقاحات فاعليتها.
ومن المقرر أن تصل شحنة أخرى مكونة من 400 ألف جرعة إلى غزة قريبًا.
وقال عمار عمار، المتحدث باسم اليونيسف، إن اللقاحات سيتم نقلها بالشاحنات إلى مواقع التوزيع بواسطة فريق يضم أكثر من 2000 متطوع طبي.
ما هي التحديات التي تنتظرنا؟
ومن المؤكد أن إطلاق أي نوع من الحملات التي تتطلب عبور قطاع غزة والتفاعل مع نظامه الطبي سوف يثير صعوبات.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 65% من شبكة الطرق في غزة تضررت. كما أصبحت 19 مستشفى من أصل 36 مستشفى في القطاع خارج الخدمة.
لقد انقطعت الصلة بين شمال القطاع وجنوبه، وكان السفر بين المنطقتين صعباً طيلة الحرب بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. واضطرت جماعات الإغاثة إلى تعليق رحلاتها بسبب المخاوف الأمنية، بعد استهداف القوافل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال بيبركورن يوم الجمعة إن منظمة الصحة العالمية لا تستطيع القيام بعمليات التطعيم من منزل إلى منزل في غزة، كما فعلت في حملات أخرى ضد شلل الأطفال. وعندما سُئل عن جدوى هذه الجهود، قال بيبركورن إن منظمة الصحة العالمية تعتقد “أنها ممكنة إذا كانت كل أجزاء اللغز في مكانها”.
كم عدد الجرعات التي يحتاجها الأطفال وماذا يحدث إذا فاتتهم جرعة؟
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأطفال يحتاجون عادة إلى ثلاث إلى أربع جرعات من لقاح شلل الأطفال الفموي ـ قطرتان في كل جرعة ـ لحمايتهم من شلل الأطفال. وإذا لم يتلقوا كل الجرعات فإنهم يصبحون عرضة للإصابة بالعدوى.
توصل الأطباء في السابق إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو أمراض أخرى قد يحتاجون إلى أكثر من 10 جرعات من لقاح شلل الأطفال الفموي ليكونوا محميين بشكل كامل.
هل هناك آثار جانبية؟
نعم ولكنها نادرة جدًا.
تم إعطاء مليارات الجرعات من اللقاح الفموي للأطفال في جميع أنحاء العالم وهو آمن وفعال. ولكن في حوالي 1 من 2.7 مليون جرعة، يمكن للفيروس الحي في اللقاح أن يشل الطفل الذي يتلقى القطرات.
كيف بدأ هذا الوباء في غزة؟
إن فيروس شلل الأطفال الذي تسبب في تفشي هذا المرض الأخير هو فيروس متحور ناتج عن لقاح شلل الأطفال الفموي. ويحتوي لقاح شلل الأطفال الفموي على فيروس حي ضعيف، وفي حالات نادرة للغاية، يفرز هذا الفيروس من قبل الأشخاص الذين تم تطعيمهم ويمكن أن يتطور إلى شكل جديد قادر على بدء أوبئة جديدة.