أمرت إسرائيل بعملية إخلاء تغطي الآن ثلثي قطاع غزة وسط حربها المستمرة مع حركة حماس، بحسب ما أفاد مراقبو الشؤون الإنسانية التابعون للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.
ويغطي أمر الإخلاء الجديد حوالي 95 ميلا مربعا من الأراضي الفلسطينية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وكان نحو 1.78 مليون فلسطيني، أو 77% من سكان غزة، يعيشون في المنطقة المتضررة قبل حرب إسرائيل مع حماس. وقد ترك الصراع الذي أعقب ذلك جزءًا كبيرًا من الأراضي غير صالحة للعيش.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أمر الإخلاء يشمل المناطق السكنية في جميع أنحاء الجنوب بينما يواصل ملاحقة أهداف حماس، التي يزعم أنها تعمل في كثير من الأحيان داخل مواقع مدنية.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يبحثون الآن عن مأوى في مدينة رفح، على الحدود مع مصر والمناطق المحيطة بها. وقد أُجبر العديد من الفلسطينيين على العيش في خيام مؤقتة دون مصادر موثوقة للطعام أو الماء.
إدارة بايدن تقطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة المثيرة للجدل وسط مزاعم عن مساعدة أعضاء في مذبحة حماس
وقبل الغزو البري الذي شنه الجيش الإسرائيلي على المنطقة، أمر في البداية الفلسطينيين بالفرار من شمال غزة. وتضمنت التعليمات توجيههم بالسفر جنوبًا واللجوء إلى مرافق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى في مدينة خان يونس.
ومع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، انتقل القتال نحو الأجزاء الوسطى والجنوبية من المنطقة، مما أدى إلى المزيد من عمليات الإخلاء حيث طُلب من السكان في البداية أن يلجأوا.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا وما زالوا يفرون من هناك.
إسرائيل تصدر تهديداً مفصلاً لحزب الله وإيران مع استمرار الحرب على غزة لمدة 4 أشهر
وفي الأسابيع الأخيرة، انتقل التركيز الحالي للهجوم البري الإسرائيلي إلى المدن الجنوبية، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية هجمات ضخمة. وتواصل إسرائيل سعيها للقضاء على حكم حماس في المنطقة وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين بشكل آمن.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، فإن عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع يزيد عن 27 ألف شخص. ولا يفرق مسؤولو الصحة بين المقاتلين والمدنيين في هذه الحصيلة.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر، بعد أن قادت حماس هجومًا مميتًا على المجتمعات الحدودية المطمئنة في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. كما قامت الحركة باحتجاز أكثر من 200 رهينة إلى غزة، حيث يعتقد أنه تم اصطحابهم عبر شبكة واسعة.
ويواصل الجانبان التفاوض على وقف إطلاق النار الذي سيشمل إنهاء العمليات العسكرية والإفراج الآمن عن الرهائن، فضلاً عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى المنطقة.
عاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في محاولته الأخيرة للحفاظ على استقرار المنطقة، حيث تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في نشوء صراعات في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأردن.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في إعداد هذا التقرير.