تعهد الزعيمان الإيراني والباكستاني بتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني خلال اجتماعهما اليوم الاثنين، في إطار سعي البلدين لتهدئة الخلاف الدبلوماسي.
ويأتي اجتماعهما في إطار جهود إسلام أباد وطهران لإصلاح العلاقات التي توترت لفترة وجيزة في يناير عندما نفذت كل منهما ضربات في أراضي الدولة الأخرى، مستهدفة مسلحين متهمين بمهاجمة قوات الأمن الخاصة بكل منهما.
وتحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريفين للصحفيين بعد اجتماعهما في مكتب شريف، بعد ساعات من وصول رئيسي إلى إسلام آباد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
قوات الأمن الباكستانية تقتل 7 مسلحين حاولوا دخول البلاد
ونشرت السلطات المئات من أفراد الشرطة والقوات شبه العسكرية الإضافية لضمان الأمن خلال الزيارة.
وشهدت باكستان تصاعدا في أعمال عنف المتشددين في الأشهر الأخيرة، والتي ألقي باللوم فيها على حركة طالبان الباكستانية والمتمردين الذين يستهدفون قوات الأمن في باكستان وإيران المجاورة.
واستقبل شريف رئيسي في مراسم حرس الشرف أمام مكتب رئيس الوزراء. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن الزعيمين ناقشا مجموعة من القضايا الثنائية وتعهدا بالتعاون لمكافحة الإرهاب، فضلا عن التأكيد بشكل مشترك على إدانات الحرب الإسرائيلية في غزة.
وأشاد شريف “بموقف إيران القوي بشأن قضية فلسطين” وقال إن “باكستان تقف أيضا إلى جانب الفلسطينيين”.
وقال رئيسي في تصريحاته المتلفزة إن عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل في غزة ترتكب بدعم من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وانتقد المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، قائلا “إنهم يقولون إنهم يدعمون حقوق الإنسان، لكنهم أثبتوا عدم كفاءتهم”.
كما تعهد بتعزيز ما وصفه بالتجارة الثنائية الهزيلة “غير المقبولة” ودعا إلى وضع المزيد من العلامات الحدودية. وأقامت باكستان وإيران أول سوق حدودي من هذا النوع في مقاطعة بلوشستان بجنوب غرب باكستان العام الماضي، ووعدتا بإنشاء خمسة أسواق أخرى من هذا القبيل بموجب اتفاقية عام 2012.
كما وقع الزعيمان ثماني اتفاقيات تعاون، بحسب مكتب شريف.
وقالت السلطات إن الجانبين ناقشا أيضًا مشروع خط أنابيب الغاز الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، والذي تم تعليقه منذ عام 2014. المشروع – الذي عارضته واشنطن لما تقول إنه انتهاك للعقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي – تم إطلاقه في عام 2013 لتزويد إيران بالغاز الطبيعي. الغاز إلى باكستان المتعطشة للطاقة.
وتقول إيران إنها أكملت بالفعل خط الأنابيب على جانبها من الحدود بعد استثمار ملياري دولار. وكان من المفترض أن تنتهي باكستان من أعمال البناء على أراضيها بحلول نهاية عام 2014، لكن العمل توقف، مما أدى إلى التوترات بين البلدين.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني بنظيره الباكستاني أصيل علي زرداري الذي ساعد في إطلاق مشروع خط الأنابيب بعد سفره إلى إيران في عام 2013.
كما التقى بوزير الخارجية الباكستاني اسحق دار. وناقش الجانبان التطورات الإقليمية والعالمية و”أكدا الالتزام بالسلام والحوار البناء لحل التحديات الإقليمية”.
ويرافق رئيسي قرينته ووفد رفيع المستوى. ويعتزم زيارة كراتشي، أكبر مدينة في البلاد، ولاهور، حيث سيلتقي بأول رئيسة وزراء منتخبة مؤخرا في البلاد مريم نواز شريف.
وتأتي الزيارة بعد الغارة الجوية الإيرانية على إسرائيل، والتي جاءت ردا على غارة إسرائيلية في سوريا أدت إلى مقتل جنرالين إيرانيين في مبنى قنصلي. وباكستان من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بسبب قضية الدولة الفلسطينية.