واتهم الرئيس ويا بالفشل في الوفاء بوعوده بالحد من الفقر ومحاربة الفساد.
أصبح جوزيف بواكاي الزعيم الجديد لليبيريا بعد أن تنازل منافسه والرئيس الحالي جورج ويا عن نتائج انتخابات متقاربة إيذانا بانتقال سلمي للسلطة في منطقة شهدت في الآونة الأخيرة العديد من الانقلابات العسكرية.
وقالت لجنة الانتخابات في البلاد يوم الجمعة إن بواكاي، نائب الرئيس السابق البالغ من العمر 78 عاما، تمكن من تحقيق فوز ضئيل بنسبة 50.9 في المائة من الأصوات مقابل 49.1 في المائة التي حصل عليها ويا، بعد فرز جميع الأصوات تقريبا.
وقال ويا في خطاب للأمة “لقد تحدث الشعب الليبيري وسمعنا صوته”.
وقال: “أحثكم على أن تحذو حذوي وأن تقبلوا نتيجة الانتخابات”، مضيفا أن “زمننا سيأتي مرة أخرى” في عام 2029 عندما تنتهي فترة ولاية بواكاي البالغة ست سنوات.
وتمثل النتائج تحولا كبيرا مقارنة بعام 2017 عندما نجح نجم كرة القدم الدولي السابق ويا في هزيمة بوكاي بشكل مريح بحصوله على 62 بالمئة من الأصوات.
وكان قد ركب موجة من الأمل العام في الوصول إلى الرئاسة، ووعد بمكافحة الفقر، وتطوير البنية التحتية المتعثرة في البلاد، وقمع الظلم والفساد.
لكن خيبة أمل الناخبين أصبحت مع مرور الوقت واتُهم ويا البالغ من العمر 57 عامًا بالفشل في الوفاء بوعوده الانتخابية لتحسين الظروف في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
وبغض النظر عن نتائج تصويت يوم الجمعة، فإن حقيقة تنازل الرئيس حتى قبل الإعلان عن النتيجة الرسمية النهائية أمر مهم، حيث شهدت المنطقة ثمانية انقلابات عسكرية في السنوات الثلاث الماضية، مما يثير المخاوف بشأن سقوط العملية الديمقراطية.
أصبحت الجابون، في وسط أفريقيا، في وقت سابق من هذا العام أحدث دولة في المنطقة تشهد انقلابًا مع استولى القادة العسكريون على السلطة في أعقاب الانتخابات الرئاسية.
فعندما لا يتفوق القادة العسكريون في المنطقة على الانتخابات، عادة ما يتم التنافس عليها في المحكمة، مع كثرة اتهامات التزوير.
لكن أنصار بواكاي خرجوا إلى الشوارع في العاصمة مونروفيا بعد إعلان فوزه للاحتفال. وقال بواكاي لوكالة رويترز للأنباء بعد إعلان النتائج “أمامنا مهمة لنقوم بها وأنا سعيد لأن المواطنين أعطونا موافقتهم”.
وقال: “أولا وقبل كل شيء، نريد أن تكون لدينا رسالة سلام ومصالحة”.
ويأتي انتصار بواكاي في الوقت الذي تحاول فيه ليبيريا التعافي من حربين أهليتين بين عامي 1989 و2003 أسفرتا عن مقتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص، ومن تفشي فيروس إيبولا في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي أودى بحياة الآلاف.