وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة نشرتها جمعية مزودي خدمات الإنترنت الإندونيسية في فبراير/شباط أن من بين 78.19% من مستخدمي الإنترنت في البلاد، هناك 34.4% منهم من الجيل Z. والجيل Z هو أولئك الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012.
وبحسب ما ذكره موقع كومباس، فإن الاستطلاع وجد أن الجيل Z يشكل النسبة الأكبر من مستخدمي الإنترنت في إندونيسيا مقارنة بالأجيال الأخرى.
في السابق، أظهرت بيانات الوكالة المركزية للإحصاء (BPS) في عام 2022 أن 33.44 في المائة من الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات أو أقل في إندونيسيا يستخدمون الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللاسلكية بينما كان 24.96 في المائة من هؤلاء في هذه الفئة العمرية لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت.
وقالت الدكتورة إيفانا – طبيبة الأمراض النفسية – إن إدمان الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يسبب سلوكيات منحرفة لدى الشباب مثل الاضطرابات العاطفية والاندفاع والعدوانية.
في مايو/أيار الماضي، أوردت وكالة الأنباء المحلية “جاتيم بوست” تقريرا عن حالة في مدينة جيمبر بشرق جاوة، حيث كان شقيقان يبلغان من العمر 17 و19 عاما مدمنين على الألعاب عبر الإنترنت، ولا يغادران غرفتيهما إلا لتناول الطعام والاستحمام.
وتصاعد الموقف عندما أدركت الأم أن أطفالها لم يعودوا يتعرفون عليها أو على والدهم. وتم نقل الأشقاء على وجه السرعة إلى المستشفى بسبب حالات مرتبطة بالاستخدام المفرط للهاتف المحمول واضطروا إلى الخضوع لعلاج نفسي لمعالجة الاكتئاب الذي يعانون منه.
وفي يونيو/حزيران الماضي، انتحر مراهق يبلغ من العمر 17 عاما في بليتار بشرق جاوة بعد أن صادر والداه الهاتف المحمول الذي يستخدمه للعب الألعاب عبر الإنترنت.
وفي العام الماضي، قالت ريتنو ليستيارتي، مفوضة لجنة حماية الطفل الإندونيسية، إن إدمان الهواتف المحمولة بين الشباب ينتشر في العديد من أنحاء البلاد. وفي جاكرتا وكذلك في غرب جاوة، اضطرت المستشفيات النفسية إلى فتح أقسام للأطفال لأول مرة لعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بإدمان الأجهزة.
وقالت السيدة ريتنو إن الأطفال يجب أن يلعبوا ويتواصلوا اجتماعيًا أكثر، لكن جائحة كوفيد-19 الطويلة كانت تعني في السابق أن المزيد من الناس يبقون في المنزل ولا يكوّنون صداقات إلا من خلال استخدام الأدوات المحمولة.
في هذه الأثناء، قالت وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل إن الحكومة تعمل حاليا على الانتهاء من لائحة رئاسية بشأن حماية الأطفال من الألعاب عبر الإنترنت، ومن المتوقع إصدارها في وقت لاحق من هذا العام.
وقال السيد نهار، نائب وزير حماية الطفل بالوزارة، في أبريل/نيسان الماضي، إن اللائحة الرئاسية ستصدر للرد على ارتفاع الجرائم مثل العنف، والمواد الإباحية، والتحرش الجنسي، والتنمر التي يرتكبها الأطفال بسبب تأثير الألعاب عبر الإنترنت.