سفينة مساعدات تبحر من قبرص إلى غزة، حيث يتفاقم الجوع بعد خمسة أشهر من الحرب.
أبحرت سفينة مساعدات محملة بنحو 200 طن من المواد الغذائية اليوم الثلاثاء من قبرص إلى غزة، بحسب ما أعلنت المنظمة الخيرية الدولية التي تقف وراء هذه الجهود.
وتعد هذه الشحنة بمثابة اختبار لفتح ممر بحري لتقديم المساعدات إلى القطاع، حيث تنتشر المجاعة بعد خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.
نشرت World Food Kitchen، وهي مؤسسة خيرية أسسها الشيف الشهير خوسيه أندريس، على منصة التواصل الاجتماعي X أن سفينة أبحرت يوم الثلاثاء. وأظهرت لقطات حية لوكالة أسوشيتد برس سحبها من ميناء في مدينة لارنكا الساحلية.
ووصف وزير خارجية قبرص، الدولة التي دافعت لأول مرة عن إنشاء الممر قبل خمسة أشهر، عملية الإطلاق يوم الثلاثاء بأنها “رحلة أمل وإنسانية”.
في غضون ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، للمشرعين الأوروبيين في ستراسبورغ يوم الثلاثاء إن “هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لسفينة بتسليم مساعدات إلى غزة منذ عام 2005” وأنه “عندما يعمل بكامل طاقته، فإن هذا الممر البحري يمكن أن يضمن تدفقًا مستدامًا ومنظمًا وقويًا للمساعدات إلى غزة”.
وأضافت: “الوضع على الأرض أكثر دراماتيكية من أي وقت مضى، وقد وصل إلى نقطة اللاعودة. لقد رأينا جميعاً تقارير عن أطفال يموتون من الجوع. وهذا لا يمكن أن يحدث. وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لوقفه”. وأضاف.
وأعلنت أنه تم تفعيل آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لدعم جهود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لزيادة توصيل المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة، من خلال الممر المنشأ حديثًا وكذلك من خلال الإنزال الجوي.
وتشارك الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أيضًا في الممر البحري المسمى أمالثيا.
وأعلنت واشنطن بشكل منفصل عن خطط لبناء جسر بحري بالقرب من غزة من أجل إيصال المساعدات، ولكن من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يتم تشغيله.
وأدت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر والتي أثارها هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني ونزوح نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن منازلهم. وتقول الأمم المتحدة إن ربع السكان يعانون من الجوع. وأدى الهجوم الذي أشعل الحرب إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجز المسلحون نحو 250 رهينة.
وكانت غزة تعتمد بالفعل بشكل كبير على المساعدات قبل الحرب حيث كانت هناك نحو 500 شاحنة إنسانية تقوم بتوصيل الإمدادات يوميا ولكن الآن لا يصل إلى القطاع سوى حوالي 100 شاحنة يوميا.
وتقول جماعات الإغاثة إنه يكاد يكون من المستحيل إيصال المساعدات في معظم أنحاء القطاع بسبب القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام بعد اختفاء قوة الشرطة التي تديرها حماس إلى حد كبير من الشوارع.
ومن غير الواضح مدى فعالية الشحنات البحرية في معالجة الكارثة الإنسانية، حيث ستظل هناك صعوبات في توصيل المساعدات بمجرد دخولها إلى غزة.