ومع تصاعد التوترات بعد عدة حوادث خلال الأسبوع الماضي، أصرت الأمم المتحدة على أنها لن تسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من جنوب لبنان على الرغم من مطالبة إسرائيل المتكررة لهم بالخروج من المنطقة التي يعمل فيها جيشها ضد جماعة حزب الله المسلحة.
قال رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا للصحفيين في نيويورك يوم الاثنين إن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNFIL) ستبقى في “جميع مواقعها”، بما في ذلك المواقع القريبة من الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف أن قرار الإبقاء عليها حظي بالدعم الكامل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء المساهمة بقوات في القوة. وقال لاكروا إن الخطة أكدها أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وجاءت تصريحاته بعد أن أعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه الشديد” عقب الهجمات في بيان صدر بعد مشاورات مغلقة طارئة بشأن لبنان.
وعلى الرغم من أنه لم يذكر إسرائيل أو لبنان أو حزب الله، إلا أن البيان الذي قرأته السفيرة السويسرية لدى الأمم المتحدة باسكال باريسويل، الرئيس الحالي للمجلس، حث جميع الأطراف على “احترام سلامة وأمن أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ومباني الأمم المتحدة”.
وجرى خلال اللقاء مناقشة مسألة جنود اليونيفيل الأربعة الذين أصيبوا بعد أن أطلقت إسرائيل النار على مواقعهم الأسبوع الماضي. وأصيب خامس بإطلاق نار أثناء نشاط عسكري رغم أنه لم يتضح من أطلق الرصاصة.
ووعد الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في بعض الحوادث التي جاءت بينما يواصل قتال قوات حزب الله في المنطقة. وتشهد الاشتباكات بين الجانبين منذ أن بدأت الجماعة المسلحة المدعومة من إيران إطلاق الصواريخ قبل أكثر من عام تضامنا مع حليفتها حماس في غزة.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتهم اليونيفيل بـ”توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله” في خطاب بالفيديو يوم الأحد، وناشد غوتيريس مباشرة إبعاد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “بعيدا عن الأذى”.
بعد وقت قصير من نشر الفيديو، نفى المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن قوات اليونيفيل موجودة بالفعل، وتوفر غطاء لحزب الله.
وتعرضت إسرائيل لانتقادات دولية شديدة بسبب الإصابات والأضرار التي لحقت بقوة حفظ السلام. كما اتهمت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على كاميراتها وتدمير بوابتها الرئيسية والدخول بالقوة إلى أحد مواقعها.
إن تأكيد الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي بأنه يطلب “بكل تأكيد وإيجابية” من إسرائيل التوقف عن ضرب قوات حفظ السلام يؤكد على مدى تفاقم الوضع.
وعلى خلفية غزوها للبنان، تدرس إسرائيل أيضًا ردها على الهجوم الصاروخي الذي أطلقته إيران في وقت سابق من هذا الشهر، مما أثار مخاوف من أن يؤدي الانتقام الهائل إلى إثارة صراع إقليمي أوسع.
لكن نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة بأنها مستعدة لشن ضربة مضادة محدودة تهدف إلى منع نشوب حرب واسعة النطاق، وسوف تستهدف البنية التحتية العسكرية للبلاد وليس منشآتها النووية أو النفطية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست. .
وكان الرئيس جو بايدن قد قال علناً إنه لن يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية إلى المواقع النووية الإيرانية، في حين أكد من جديد “حق إيران في الرد” على هجوم أكتوبر/تشرين الأول.