كان أسامة محمد أبو مصطفى مقتنعاً بأنه سيصبح نجماً عالمياً في كرة القدم. أثناء لعبه ضمن فريق محلي في الملعب البلدي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، كان يتصور مستقبلا “مثل رونالدو”. كان عمره 13 عامًا.
حتى في خضم الحرب، عمل بجد لتحقيق حلمه. وكان يمارس كرة القدم مع أبناء عمومته عندما وقعت القنابل يسقط.
وقال لطاقم شبكة إن بي سي نيوز المتواجدين على الأرض في غزة في مقابلة أجريت معه في منزله، حيث كان لا يزال يتعافى بعد أشهر من الغارة الجوية التي وقعت في 3 يوليو/تموز: “لقد حصلت على الكرة – ثم سقط صاروخ”.
وقال إن ما حدث بعد ذلك هو ضبابية. ولكن عندما استيقظ، كان في سرير المستشفى، حيث علم أن إحدى أبناء عمومته وخالته وزوجها قتلوا.
كما فقد ساقه اليسرى.
قال أسامة: “لقد قتل الاحتلال حلمي”. “لقد سرقوها مني.”
والآن، يكافح أسامة لإيجاد الإرادة اللازمة لترك سريره في المستشفى، حتى ولو كان على كرسي متحرك. يبقى في الداخل يشاهد بثًا مستمرًا لمسلسل الرسوم المتحركة “الكابتن ماجد”، الذي يدور حول لاعب كرة قدم شاب يحلم باللعب في كأس العالم.
أسامة هو واحد من مئات الآلاف من الأطفال الذين تحطمت حياتهم خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دام عاماً كاملاً على غزة، والذي أدى إلى كارثة إنسانية. قُتل أكثر من 41900 شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، منذ أن شنت إسرائيل هجومها بعد الهجمات الإرهابية التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي قُتل فيها حوالي 1200 شخص واحتجز حوالي 250 رهينة، مما يمثل تصعيدًا كبيرًا في الصراع المستمر منذ عقود.
ومثل بقية أطفال غزة، الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، لا يتحمل أسامة أي مسؤولية عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا عن الحرب المدمرة التي تلت ذلك. لكن الأطفال مثله يدفعون ثمناً باهظاً، مع مقتل أكثر من 16,900 شخص، بينهم عشرات الأطفال دون سن عام واحد، خلال القصف الإسرائيلي المكثف والعمليات البرية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ومع هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن المتمثل في تدمير حماس وعودة الرهائن الـ 97 المتبقين، سوت القنابل معظم أنحاء غزة بالأرض وأجبرت ما يقدر بنحو 90 بالمائة من السكان على ترك منازلهم – عدة مرات في كثير من الأحيان. والآن، يعيش مئات الآلاف في مدن الخيام المزدحمة. حتى المناطق الآمنة المعينة ليست آمنة.
والشباب بشكل خاص معرضون للإصابة بالأمراض والاعتلالات الصحية الأخرى التي تجتاح غزة. وينتشر سوء التغذية بين الشباب، وتزدهر أمراض مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد والكوليرا في الظروف المزدحمة وغير الصحية.