تتواصل الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والمنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الجامعات الأميركية، في حين ألقت الشرطة القبض على عشرات المحتجين.
فقد أعلن بيان لشرطة جامعة إنديانا في بلومنغتون اعتقال 23 محتجا طالبتهم الشرطة بإزالة خيام اعتصامهم، لكنهم لم يفعلوا، فأُوقفوا بتهمتي “التعدي الإجرامي على ممتلكات الغير ومقاومة الاعتقال”.
وقالت شرطة ولاية ماساشوستس إنها ساعدت في إخلاء مخيم احتجاج بجامعة نورث إيسترن في بوسطن، وإن 102 من المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة اعتقلوا، وستوجه إليهم تهمة التعدي على ممتلكات الغير.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أمس السبت أن جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري أصدرت بيانا بشأن المظاهرات المستمرة دعما لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
وجاء في البيان أن الشرطة اعتقلت أكثر من 80 شخصا، وأن الطلاب الذين يخيمون في الحرم الجامعي “ليس لديهم نوايا حسنة ويمكن أن يكونوا خطيرين”.
كما أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا عبر منصة إكس إغلاق الحرم الجامعي مؤقتا أمام الجميع “بسبب الفوضى”.
واعتقل نحو 100 شخص في المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعة التي أعلنت أن حفل التخرج الرئيسي في مايو/أيار المقبل لن يقام.
تضامن خارج جامعة هارفارد
وفي جامعة هارفارد احتشد متظاهرون أمام البوابة الرئيسية للجامعة الأميركية حيث يعتصم خلفها طلاب الجامعة الذين يطالبون بوقف الحرب على غزة وقطع العلاقات بين الجامعة وإسرائيل.
وقال المتظاهرون إنهم يقومون بجولة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد لإظهار الدعم للطلاب في احتجاجاتهم السلمية ومطالبهم المشروعة والعادلة.
وبحسب خبر صحيفة هارفارد كريمسون الطلابية، فإن مظاهرة الدعم لفلسطين التي يقوم بها الطلاب المعتصمون في ساحة هارفارد مستمرة.
وبعد أن رفع الطلاب العلم الفلسطيني في الساحة طالبت الشرطة بإزالة العلم، فقام موظفو الجامعة بإنزاله، في حين ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لفلسطين.
وقد حذرت جامعة هارفارد الطلاب المعتصمين داخلها من تعرضهم للفصل، وعدم منح المتخرجين منهم الشهادات الجامعية، خصوصا مع اقتراب موعد حفل التخرج.
في هذه الأثناء، طالبت إدارة جامعة بنسلفانيا الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي بفض التجمع، بسبب ما قالت إنها انتهاكات صارخة لسياسات الجامعة.
وأضافت الإدارة أنها “دعمت حقوق الجميع في الاحتجاج السلمي، لكنها مجبرة على حماية سلامة وأمن مجتمع الحرم الجامعي، بسبب تقارير موثوقة عن سلوك المضايقة والترهيب”.
لكن الطلاب العرب في الجامعة أعربوا -في بيان- عن خيبة أملهم إزاء ما قالوا إنها مزاعم الجامعة الصارخة قبل إجراء تحقيق مناسب وعادل.
كما أعلنت سالي كورنبلوث رئيسة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في مدينة كامبردج الأميركية قطع الاتصالات مع الطلبة المعتصمين في ساحة الجامعة المحتجين على الحرب على قطاع غزة والمطالبين بقطع العلاقات بين المعهد والجيش الإسرائيلي.
وقالت رئيسة المعهد -في رسالة مكتوبة- إنها حاولت التواصل مع الطلاب للتوصل إلى حل ينهي الاعتصام، لكنها وجدت إصرارا على جميع مطالبهم، مضيفة أن المعهد حريص على علاقاته مع جميع الأطراف.
وطالبت كورنبلوث الطلاب بفض اعتصامهم، وحذرت من أن الاعتصام يشكل انتهاكا جسيما، وأنهم قد يتعرضون لعقوبات تأديبية.
انتقادات للشرطة
من جانبه، قال اتحاد الحريات المدنية للجامعات الأميركية إنه يمكن للشخص أن ينتقد تصرفات إسرائيل حتى بعبارات مسيئة من دون أن يعتبر معاديا للسامية.
ودعا الاتحاد إدارات الجامعات إلى ضرورة ترك مجال واسع للطلاب للتعبير عن أنفسهم.
كما قال متحدث باسم مؤسسة الحقوق الفردية إن استدعاء الشرطة ينطوي على مخاطر ويقوض الثقة بين الجامعات والطلاب.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن المتحدث قوله إن استدعاء إدارات الجامعات الشرطة المسلحة إلى الحرم الجامعي سيكون ذكرى مظلمة.
من جهته، أدان السيناتور الأميركي تيم كين استخدام الحرس الوطني في التعامل مع احتجاجات الجامعات الداعمة لفلسطين.
وقد وصل أثر الاحتجاجات الطلابية الأميركية إلى كندا، إذ نصب طلاب جامعة ماكغيل في مدينة مونتريال خيام اعتصام للتضامن مع سكان غزة.
ورفع المحتجون لافتات تتهم مؤسستهم ورئيس حكومتهم جاستن ترودو بـ”تمويل الإبادة الجماعية”، إضافة إلى شعارات تطالب بتحرير فلسطين.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد وجورج واشنطن ونيويورك وييل وكارولينا الشمالية ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وأستراليا شهدت جميعها مظاهرات داعمة لتلك التي شهدتها الجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.