أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الانتهاكات الإسرائيلية لآثار سيناء أثناء احتلالها شملت سرقات وتدمير وأعمال تعدي على الآثار في محاولة منهم لتهويد تاريخنا، إذ أوضح أن نصر أكتوبر العظيم وتحرير سيناء مكن علماء الآثار من كشف المخططات اليهودية كاملة والخاصة بمحاولة تهويد المواقع الأثرية.
وأشار الدكتور ريحان إلى أنه بعد عدة أسابيع من احتلال سيناء عام 1967 وفي مخالفة لاتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة نزاع مسلح عام 1954 ونص المادة الرابعة كالآتى ” تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة أيضاً بتحريم أى سرقة أو نهب أو تبديد للممتلكات الثقافية ووقايتها من هذه الأعمال ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها وبالمثل تحريم أى عمل تخريبيى موجه ضد هذه الممتلكات كما تتعهد بعدم الاستيلاء على ممتلكات ثقافية منقولة كائنة في أراضى أى طرف سام متعاقد آخر” و ورغم ذلك قامت إسرائيل بالعمل فى 35 موقع بسيناء منها قلعة الطينة بشمال سيناء أغسطس 1967 وقامت بعثة جامعة بن جوريون بالعمل فى المنطقة الممتدة من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية فى منطقة طولها 160كم وعرضها 30كم منها تل الحير ، الكدوة ، قصرويت والخروبة وكانت بعض البعثات تعلن عن كشفها بالنشر العلمى وأخرى تتم خلسة من قبل بعض الجنود لحسابهم الشخصى بالإضافة للحفائر الخاصة بموشي ديان التى تجرى خصيصًا له لاختيار ما يعجبه من آثار ليضمها إلى مجموعته وكانت سلطات الآثار تتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية.
حفائر واسعة
وأضاف: هناك أعمال حفائر عديدة وواسعة النطاق تمت أثناء الاحتلال لا يعرف عنها شيئاً لذلك تم استرداد الآثار من إسرائيل اعتمادًا على السجلات الإسرائيلية وبالطبع تم التلاعب بهذه السجلات خصوصًا وأن التفاوض عليها استغرق وقتًا طويلًا وكانت بعض البعثات تعلن عن كشفها بالنشر العلمى وأخرى تتم خلسة من قبل بعض الجنود لحسابهم الشخصى بالإضافة للحفائر الخاصة بموشي ديان التى تجرى خصيصًا له لاختيار ما يعجبه من آثار ليضمها إلى مجموعته وكانت سلطات الآثار تتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويعد معبد سرابيت الخادم من أبرز المناطق التى استولى منها موشى ديان على آثار. فمن زاروه عقب استرداده لاحظوا وجود قطع أثرية عديدة متناثرة فى الموقع وأرجعوا ذلك إلى الفترة التى كان يتم فيها نقل الآثار الضخمة بطائرات الهليكوبتر.
نهب المقابر الأثرية
كما نهبوا مقبرة أثرية تضم عشرات التوابيت من العصرين اليونانى والرومانى بمنطقة تل الكنائس بشمال سيناء ومنطقة تل أبو صيفى وتل حابو وتل الحير بشمال سيناء ثم دمروا المنطقة كما قامت الجامعة العبرية بتحويل قطع أثرية وعظام من ستة مواقع إلى معاملها ومن وادى خربج تم نقل نصب تذكارى يحمل نقشاً باسم الملك سيزوستريس (خير كا رع) بطول متر ونصف وجزء من جدار منقوش بالهيروغليفية وتسع قطع من الفخار منها القطعتان رقم 15755 ورقم 15744 بمتحف سيدنى باستراليا.
تدمير الآثار
ويتحدّث الدكتو ريحان كشاهد عيان على نهب وتشويه إسرائيل للموقع الأثرى بتل المشربة بدهب حيث شاهد عند أول معاينة للموقع قبل بدء الحفائر عام 1989 مجموعة من المجسات شملت كل الموقع نهب منها ما نهب بالإضافة لوجود كتلة أسمنتية ضخمة أخذت وقتًا كبيراً فى إزالتها فى أعمال الحفائر فيما بعد وسأل المحيطين بالموقع من أهل سيناء الذين كانوا حول الموقع أثناء احتلال سيناء فأوضحوا أنها بقايا نصب وضعه الإسرائيليون فى هذا الموقع سجلوا عليه أسماء الجنود الإسرائيليين الذين ماتوا بسيناء فى حرب 1956 وأخذوه معهم عند مغادرتهم سيناء مما يعد تعديًا وتشويهًا للموقع الأثرى فى أهم جزء به بوسط الموقع الخاص بالفنار المكتشف وتجاوره محرقة الأخشاب الخاصة بشعلة الفنار، والموقع الأثرى بدهب مسجل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 820 بتاريخ 27/ 3/ 2008 بمساحة 2322م2.
تزوير رسمي
ونوه الدكتور ريحان إلى تزوير سلطة الاحتلال لطريق الحج المسيحى عبر سيناء إلى القدس، ويوجد طريقان مشهوران للرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء، طريق شرقى وطريق غربى، الطريق الشرقى هو للمسيحيين القادمين من إيلياكابيتولينا (القدس) إلى جبل سيناء بطول 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس، أمّا الطريق الغربى فيبدأ من إيلياكابيتولينا عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق 700كم.
فمنذ عام 1967 زار منطقة وادى حجاج فى طريق الحج المسيحى بسيناء عدة علماء يهود قاموا بتصوير أكثر من 400 نقش بوادى حجاج منها نقوش نبطية ، يونانية ، لاتينية أرمينية ، قبطية ، آرامية.
ورغم ذلك يذكر عالم الآثار الإسرائيلى أفينير نجف أن هذا الطريق كان للحجاج اليهود وحاول الإسرائيليون ترسيخ هذا المفهوم إبان احتلالهم لسيناء فقاموا بحفر بعض الرموز اليهودية بهضبة حجاج التى تقع على هذا الطريق تمثل المينوراة أوالشمعدان وذلك لإثبات أحقيتهم بهذا الطريق كطريق لخروج بنى إسرائيل وبالتالى فهو طريق للحج اليهودى لأغراض استيطانية ليس إلا ولا علاقة لها بالدين أو التاريخ أو الآثار مع اعتبار هذا تشويه لنقوش أثرية قديمة بعمل هذه الرموز الحديثة مجاورة للنقوش الأثرية .ولا يوجد أى دليل أثرى أو تاريخى يؤكد استخدام هذا الطريق طريقًا للحج اليهودى، وقد قام الدكتور ريحان بتحقيق هذا الطريق وأثبت أنه طريق حج للمسيحيين تبركًا بمسار نبى الله موسى.
تزوير التاريخ
كما قامت سلطة الاحتلال بأعمال بجزيرة فرعون وتزوير تاريخ قلعة صلاح الدين، حيث قام وقد قام الباحث الإسرائيلى ألكسندر فلندر بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وتركزت الأعمال البحرية في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام 1977 فى دورية علمية، بأن جزيرة فرعون كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبى الله سليمان وأن ذلك العصر يتوافق مع عصر الملوك فى إسرائيل حيث شهد شمال خليج العقبة نشاطًا بحريًا على حد زعمه وقد أثبت الدكتور ريحان كذًب هذه الادعاءات وفنّدها فى بحث نشر بدورية علمية وهى مجلة اتحاد الآثاريين العرب بأدلة دامغة حيث عثر فى حفائر منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية على لوحة تأسيسية لفرن تصنيع أسلحة داخل القلعة وبها اسم صلاح الدين منشىء القلعة بغرض صد هجمات الصليبيين وحماية طريق الحج.