يتمتع جهاز النداء اللاسلكي “البيجر” بخصائص تجعله أكثر أمنا من أجهزة الاتصال الأخرى، رغم أنه لا يمتلك كثيرا من المميزات التي توفرها الهواتف الخلوية.
عندما تم اختراع الجهاز كانت وظيفته إرسال رسالة مفادها أن شخصا ما اتصل بحامل “البيجر” مع إظهار الرقم الذي تم منه الاتصال. وفي نسخ أخرى أحدث، كان الجهاز يوفر خاصية تبادل الرسائل.
وتتمير أجهزة البيجر بأنها تعمل على موجات الراديو، مما يعني أنها تعمل من دون وجود خطوط اتصال أو إنترنت، وهو ما يجعله وسيلة اتصال مضمونة خلال الأزمات والكوارث.
وإلى جانب ذلك، فإن طريقة عمل الجهاز تجعله أكثر أمنا بالنسبة لأعضاء ومقاتلي حزب الله، لأنه يجنبهم المخاطر السيبرانية من جهة، وبه يمكن تخطي مشاكل انقطاع الإنترنت وخطوط الاتصال وحتى الكهرباء، لأنه يمكنه العمل لبضعة أيام من دون الحاجة إلى إعادة شحن بطاريته.
وتعرضت آلاف أجهزة “البيجر” في لبنان إلى تفجير متزامن أمس الثلاثاء، مما أدى لإصابة 4 آلاف -بينهم حالات خطيرة- فضلا عن مقتل 11 شخصا حتى الآن، وفق البيانات الرسمية اللبنانية.
تفخيخ مسبق
وكشف مصدر أمني لبناني للجزيرة عن أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق، وأن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراما من المواد المتفجرة.
وأضاف المصدر أن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل 5 أشهر، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التحقيق في مجموعة فرضيات حول كيفية تفعيل الشحنة المتفجرة.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد نقلت عن أشخاص مطلعين على الأمر أن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخرا.
وكانت مصادر قريبة من حزب الله قد أوضحت لوكالة أسوشيتد برس أن أجهزة الاتصال الجديدة مزودة ببطاريات ليثيوم، ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مركز أبحاث للأمن أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات.
ونقلت قناة “يورو نيوز” عن محلل نظم وعميل الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن أن العملية تمت بواسطة متفجرات مزروعة وليس اختراقا، وذلك لكثرة الإصابات الثابتة والخطيرة جدا، وإلا لكانت الحرائق أكثر.